أسماء الذين جددوا أميال المواقيت :
إن حدود حرم كعبة الله هى المواقيت التى ذكرت وعرفت فيما سبق ، يقول الإمام الأزرقى أنه عند ما هبط آدم ـ عليه السلام ـ على الأرض انتابه إحساس بالخوف والرهبة من وحشة الفراغ ، واستعاذ بالله ـ سبحانه وتعالى ـ ولجأ إليه فأنزل الله إلى الأرض ملائكة كثيرين لإزالة هذا الخوف والرهبة من نفس آدم ـ عليه السلام ـ وأمر الله ـ سبحانه وتعالى ـ الملائكة أن يقيموا حول مكة المعظمة ، وبذلك تعين حدود حرم كعبة الله ، وهو المكان الذى أحاط به الملائكة من كل الجهات.
وفى قول آخر أنه عند ما أنزل الحجر الأسود من خزائن الجنان فى البلدة المقدسة لكعبة الله ، تحددت حدود الحرم بما بلغه من النور والضياء المنعكس من الحجر الأسود فى كل الاتجاهات ، وهذه الحدود هى المواقيت المكانية السابق ذكرها.
ويقول الإمام الأزرقى : إن آدم ـ عليه السلام ـ ثبت علامات فى المواقع المذكورة لتعين حدود حرم الله ، وللحفاظ على هذه الحدود أرسل الله ـ سبحانه وتعالى ـ كثيرا من الملائكة العظام للقيام بهذه المهمة.
وقد طمست هذه العلامات التى وضعها آدم ـ عليه السلام ـ ولم ير لها أثر ، فعرف الله ـ سبحانه وتعالى ـ حضرة الخليل الأماكن التى وضعت فيها هذه العلامات من قبل أبى البشر ـ عليه السلام ـ فأعاد إقامة الأحجار فيها مرة أخرى. وكان برفقة إبراهيم ـ عليه السلام ـ عند ما أعاد وضع العلامات ابنه إسماعيل ـ عليه السلام.
وبمرور الوقت طمست الرمال الأحجار التى وضعها إبراهيم ـ على نبينا وعليه التفخيم ـ وغابت عن العيون ، وفى عهد عدنان بن أد أصبح من الضرورى تعيين هذه الحدود بين مناطق الحل والحرم ، لذا تقصى عدنان بن أد المشار إليه أماكن الأحجار التى وضعها خليل الرب الجليل حتى وجدها فأقام فى أماكنها مبان قوية