«مطر الناس على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر ، قالوا : هذه رحمة الله. وقال بعضهم : لقد صدق نوء كذا وكذا ، فنزلت هذه الآية : (فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ) حتى بلغ : (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ)(١).
وأخرج الترمذي بإسناده عن علي عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ) قال : شكركم أن تقولوا : مطرنا بنوء كذا وكذا ، وبنجم كذا وكذا» (٢).
وقرأت للمفضل عن عاصم : " تكذبون" بفتح التاء وسكون الكاف والتخفيف (٣).
(فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (٨٣) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (٨٤) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ (٨٥) فَلَوْ لا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (٨٦) تَرْجِعُونَها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ)(٨٧)
قوله تعالى : (فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ) أي : فهلّا إذا بلغت الروح الحلقوم. وترك ذكرها لدلالة الكلام عليها ، كما قال :
أماويّ ما يغني الثّراء عن الفتى |
|
إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر (٤) |
__________________
(١) أخرجه مسلم (١ / ٨٤ ح ٧٣).
(٢) أخرجه الترمذي (٥ / ٤٠١ ح ٣٢٩٥).
(٣) الحجة للفارسي (٤ / ٢٥) ، والسبعة (ص : ٦٢٤).
(٤) البيت لحاتم الطائي ، انظر : اللسان (مادة : حشرج) ، والماوردي (٥ / ٣٤٨) ، والقرطبي ـ