مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (٨٠) أَفَبِهذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (٨١) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ)(٨٢)
قوله تعالى : (فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ) قال الزجاج (١) وأكثر المفسرين واللغويين : معناه : فأقسم بمواقع النجوم ، ف" لا" مزيدة مؤكدة ، كقوله : (لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ) [الحديد : ٢٩].
وقيل : إن" لا" على أصلها ، فهي ناهية ، بمعنى : لا تكفروا ولا تجحدوا ما ذكرت من نعمي ، ولا تنكروا قدرتي ، أو نافية لما يقوله الكفار في القرآن.
وقرأ الحسن : " فلأقسم" (٢) على معنى : فلأنا أقسم.
قال مجاهد : " مواقع النجوم" : مطالعها ومساقطها (٣).
وقال الحسن : انتثارها وانكدارها يوم القيامة (٤).
وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس : أنها نجوم القرآن (٥) ؛ لأنه كان ينزل على النبي صلىاللهعليهوسلم نجوما شيئا بعد شيء.
قال الزجاج (٦) : ودليل هذا القول : (وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ* إِنَّهُ لَقُرْآنٌ
__________________
(١) معاني الزجاج (٥ / ١١٥).
(٢) انظر هذه القراءة في : زاد المسير (٨ / ١٥١) ، والدر المصون (٦ / ٢٦٦).
(٣) أخرجه مجاهد (ص : ٦٥٢) ، والطبري (٢٧ / ٢٠٤).
(٤) أخرجه الطبري (٢٧ / ٢٠٤). وذكره السيوطي في الدر (٨ / ٢٥) وعزاه لعبد بن حميد وابن جرير.
(٥) أخرجه الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة (١٠ / ١٥٤) ، والطبري (٢٧ / ٢٠٣). وذكره السيوطي في الدر (٨ / ٢٥) وعزاه لابن مردويه.
(٦) معاني الزجاج (٥ / ١١٥).