إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز [ ج ٧ ]

رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز [ ج ٧ ]

548/661
*

(وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ) وفي قراءة ابن مسعود : " وأقيموا اللسان".

(بِالْقِسْطِ) أي : لسان الميزان.

والمعنى : قوّموه بالقسط ، وهو العدل.

(وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ) أي : لا تنقصوه. فنهى سبحانه أولا عن الطغيان ، وهو مجاوزة الحد في الاعتداء ، وأمر بالتسوية والعدل ثانيا ، ثم نهى عن التطفيف والنقصان ثالثا. وكرّر ذكر الميزان ؛ مبالغة في الحث على الأخذ به والعدل فيه.

قرأ بلال بن أبي بردة : " ولا تخسروا" بفتح التاء والسين ، على معنى : لا تخسروا في الميزان ، فلما سقط الحرف الجار تعدّى الفعل ، فنصب (١). وروي عنه : " تخسروا" بفتح التاء وكسر السين (٢).

قال الزجاج (٣) : روى أهل اللغة : أخسرت الميزان ، وخسرت الميزان.

وقال ابن جني (٤) : هو ما يشترك فيه فعلت وأفعلت من المعنى

__________________

ـ المصون (٦ / ٢٣٧) : وقوله : " والقول مقدّر" ليس بجيد ؛ لأنها لا تفسّر القول الصريح ، فكيف يقدّر ما لا يصح تفسيره؟ فإصلاحه أن يقول : وما هو بمعنى القول مقدّر.

وردّ هذا القول ـ أي : أن تكون" أن" مفسرة و" لا" للنهي ـ أبو حيان في البحر المحيط (٨ / ١٨٨) فقال : ولا يجوز ؛ لأنه فات أحد شرطيها ، وهو أن يكون ما قبلها جملة فيها معنى القول ، ووضع الميزان جملة ليس فيها معنى القول ، والطغيان في الميزان هو أن يكون بالتعمد ، وأما ما لا يقدر عليه من التحرير بالميزان فمعفو عنه.

(١) قال أبو حيان في البحر (٨ / ١٨٨) : ولا يحتاج إلى هذا التخريج ؛ لأن خسر جاء متعديا ؛ كقوله تعالى : (خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ) [الزمر : ١٥] ، (وخَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ) [الحج : ١٥].

(٢) انظر القراءتين في : البحر المحيط (٨ / ١٨٨) ، والدر المصون (٦ / ٢٣٧).

(٣) معاني الزجاج (٥ / ٩٦).

(٤) المحتسب (٢ / ٣٠٣).