مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٢٥) قالَتْ إِحْداهُما يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (٢٦) قالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ وَما أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (٢٧) قالَ ذلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ وَاللهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ) (٢٨)
قال محمد بن إسحاق : فرجعتا إلى أبيهما في وقت كانتا لا ترجعان فيه ، فأنكر شأنهما فأخبرتاه الخبر ، فقال لإحداهما : عليّ به ، فرجعت إلى موسى لتدعوه ، فذلك قوله تعالى : (فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ) ،(١) الجار والمجرور في موضع الحال ، تقديره : تمشي مستحية (٢).
قيل : أتت تمشي مشي من لم يعتد الخروج والدخول ، قد استترت بكمّ درعها.
(قالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا) قال بعض العلماء : كره قولها : (لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا) وأراد أن لا يتبعها ، فلم يجد بدا لما به من الجهد (٣).
وقال بعضهم : فعل ذلك لوجه الله تعالى على سبيل البر والمعروف.
وقيل : إطعام شعيب وإحسانه لا على سبيل أخذ الأجرة ، ولكن على سبيل
__________________
(١) أخرجه الطبري (٢٠ / ٦١). وذكره الواحدي في الوسيط (٣ / ٣٩٥).
(٢) انظر : التبيان (٢ / ١٧٧) ، والدر المصون (٥ / ٣٣٩).
(٣) ذكره الواحدي في الوسيط (٣ / ٣٩٦) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٦ / ٢١٤).