(وَمَنْ كَفَرَ) بترك الشكر ، (فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌ) عن شكره (كَرِيمٌ) [يرزقه](١) مع كفره.
(قالَ نَكِّرُوا لَها عَرْشَها نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ (٤١) فَلَمَّا جاءَتْ قِيلَ أَهكَذا عَرْشُكِ قالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِها وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (٤٢) وَصَدَّها ما كانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللهِ إِنَّها كانَتْ مِنْ قَوْمٍ كافِرِينَ (٤٣) قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ ساقَيْها قالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوارِيرَ قالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (٤٤)
قال العلماء بالتفسير : كرهت الجن أن يتزوج سليمان بلقيس خوفا أن تفضي إليه بأسرارهم ؛ لأنها كانت بنت جنية ، وخافوا أن يولد له منها ولد يجتمع له فطنة الجن والإنس ، فيخرجوا من ملك سليمان إلى ملك هو أشد وأفظع فنزكوها (٢) وأساؤوا القول فيها وقالوا : إنها شعراء الساقين ، وأنّ رجلها كحافر الحمار ، وأنّ في علقها شيئا ، فاختبر عقلها بتنكير عرشها واتخذ الصرح لينظر إلى ساقها ورجلها ، فذلك قوله : (قالَ نَكِّرُوا لَها عَرْشَها) أي : غيّروا صفته (٣).
__________________
(١) في الأصل : برزقه. والتصويب من ب.
(٢) في هامش ب : أي : طعنوا عليها وعابوها. ومنه : ليسوا بنزّاكين ، يقال : نزكت الرّجل ؛ إذا عبته (انظر : اللسان ، مادة : نزك).
(٣) روى نحوه الطبري (١٩ / ١٦٩) عن محمد بن كعب القرظي. وذكره الواحدي في الوسيط (٣ / ٣٧٨) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٦ / ١٧٦) ، والسيوطي في الدر المنثور (٦ / ٣٦٣) وعزاه ـ