قال ابن جرير (١) : إنما سقطت الألف في" بم" ؛ لأن العرب إذا كانت" ما" بمعنى" أي" ثم وصلوها بحرف خافض ، أسقطوا ألفها تفريقا بين الاستفهام والخبر ، كقوله : (عَمَّ يَتَساءَلُونَ) [النبأ : ١] ، (قالُوا فِيمَ كُنْتُمْ) [النساء : ٩٧] ، وربما أثبتوا فيها الألف.
قال الشاعر :
على ما قام يشتمنا لئيم |
|
كخنزير تمرّغ في رماد (٢) |
قال ابن عباس : بعثت ثلاث لبنات من ذهب ، في كل لبنة مائة رطل ، وثلاثين وصيفا ، وثلاثين وصيفة ، وألبستهم لباسا واحدا حتى لا يعرف الذكر من الأنثى ، ثم كتبت إليه : إني قد بعثت إليك بهدية فاقبلها ، وقد بعثت إليك ثلاثين وصيفا وثلاثين وصيفة ، فميّز بين الجواري والغلمان ، فجاء أمير الشياطين فأخبره بما بعثت إليه ، فقال له : انطلق فافرش على طريق القوم من باب مجلسي ثمانية أميال في ثمانية أميال [لبنا](٣) من ذهب ، فانطلق ، فبعث الشياطين فقطعوا اللّبن من الجبال وطلوه بالذهب وفرشوه ، ونصبوا في الطريق أساطين الياقوت الأحمر ، فلما جاءت الرسل قال بعضهم لبعض : كيف تدخلون على هذا الرجل بثلاث لبنات وعنده ما رأيتم؟ فقال رئيسهم : إنما نحن رسل ، فدخلوا [عليه](٤) فوضعوا اللّبن بين يديه ، فقال :
__________________
(١) تفسير ابن جرير الطبري (١٩ / ١٥٦).
(٢) البيت لحسان بن ثابت رضي الله عنه. وهو في : اللسان (مادة : قوم) ، والقرطبي (١٣ / ٢٠٠) ، وزاد المسير (٦ / ١٧٢) ، وروح المعاني (٢٢ / ٢٢٩ ، ٣٠ / ٣).
(٣) زيادة من ب.
(٤) في الأصل : إليه. والتصويب من ب.