(وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ) [العلق : ١٩] ، أو مدح لمن أتى بها ، كسجدة الأعراف وسجدة الرعد ، أو ذم لمن تركها ؛ كقوله تعالى : (وَإِذا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ) [الانشقاق : ٢١] ، وأكثر سجدات القرآن لم يقارنها الأمر بالسجود.
(قالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكاذِبِينَ (٢٧) اذْهَبْ بِكِتابِي هذا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ ما ذا يَرْجِعُونَ (٢٨) قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ (٢٩) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (٣٠) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) (٣١)
فلما فرغ الهدهد من كلامه استبعد سليمان أن يكون في الأرض ذو سلطان سواه ، ف (قالَ) للهدهد : (سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكاذِبِينَ).
ثم إنه كتب كتابا وختمه بخاتمه ، ثم دفعه إلى الهدهد وقال : (اذْهَبْ بِكِتابِي هذا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ). قرأ أبو عمرو وعاصم وحمزة : «فألقه» بسكون الهاء ، وكسرها قالون من غير إشباع ، والباقون وصلوها بياء (١).
قال الزجاج (٢) : إثبات الياء أجود الأوجه ، ومن أسكن الهاء فغالط ؛ لأن الهاء ليست بمجزومة ، وليس له وجه (٣) من القياس.
وقال غيره : من سكن الهاء نوى الوقف وهو بعيد.
__________________
(١) الحجة للفارسي (٣ / ٢٣٥ ـ ٢٣٦) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٥٢٨) ، والكشف (٢ / ١٥٩) ، والإتحاف (ص : ٣٣٦) ، والسبعة (ص : ٤٨١).
(٢) معاني الزجاج (٤ / ١١٦ ـ ١١٧).
(٣) في معاني الزجاج (٤ / ١١٧) : ولها وجه.