بأن الله يجعل ذلك لرسوله لا محالة. وقرأ الباقون بالجزم (١) ، عطفا على موضع" جعل".
(بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ) المعنى : بل أتوا بأعجب من ذلك ، وهو تكذيبهم بالساعة مع وضوح آياتها وظهور [بيّناتها](٢) ، (وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً).
(إِذا رَأَتْهُمْ) أنّث حملا على المعنى ؛ لأن السعير : النار المتلظّية ، والرؤية هاهنا مجاز ، ومعناها : المقابلة ، حتى كأنها تراهم ، وقريب منه قوله عليه الصلاة والسّلام : «لا تتراءا ناراهما» (٣).
ومنه قولهم : داري تنظر إلى دارك.
(مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ) قال السدي ومقاتل (٤) : من مسيرة خمسمائة عام (٥).
(سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً) أي : سمعوا صوت غليانها ، وشبّه ذلك بصوت المتغيظ.
وقال الزجاج (٦) : غليان تغيّظ.
__________________
(١) الحجة للفارسي (٣ / ٢٠٧ ـ ٢٠٨) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٥٠٨) ، والكشف (٢ / ١٤٤) ، والنشر (٢ / ٣٣٣) ، والإتحاف (ص : ٣٢٧) ، والسبعة (ص : ٤٦٢).
(٢) في الأصل : بيانها. والتصويب من ب.
(٣) أخرجه أبو داود (٣ / ٤٥ ح ٢٦٤٥) ، والترمذي (٤ / ١٥٥ ح ١٦٠٤).
(٤) تفسير مقاتل (٢ / ٤٣٠) وفيه : مسيرة مائة سنة.
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم (٨ / ٢٦٦٧). وذكره السيوطي في الدر (٦ / ٢٣٨) وعزاه لابن أبي حاتم.
ولفظهما : من مسيرة مائة عام.
(٦) معاني الزجاج (٤ / ٥٩).