إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز [ ج ٥ ]

رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز [ ج ٥ ]

294/636
*

وقال ابن عباس : معناه : احذروا دعاء رسول الله عليكم إذا أسخطتموه ، فإن دعاءه موجب ، ليس كدعاء غيره (١).

وقال مجاهد وقتادة : المعنى : لا تدعوه كما يدعوا بعضكم بعضا : يا محمد ، ولكن فخّموه وشرفوه ، وقولوا : يا نبي الله ، يا رسول الله ، في لين وتواضع (٢).

وقرأ الحسن : " لا تجعلوا دعاء الرسول نبيّكم" (٣) ، أبدل" النبي" من" الرسول".

(قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً) قال الزمخشري (٤) : أدخل" قد" ليؤكد علمه بما هم عليه من المخالفة [عن الدين والنفاق](٥) ، ومرجع توكيد العلم إلى توكيد الوعيد ، وذلك أن" قد" إذا دخلت على المضارع كانت بمعنى : " ربما" فوافقت ربما في خروجها إلى معنى التكثير في نحو قوله :

فإن يمس مهجور الفناء فربما

أقام به بعد الوفود وفود (٦)

__________________

(١) أخرج نحوه الطبري (١٨ / ١٧٧) ، وابن أبي حاتم (٨ / ٢٦٥٥). وذكره الماوردي (٤ / ١٢٨) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٦ / ٦٨). وبنحوه ذكره السيوطي في الدر (٦ / ٢٣١) وعزاه لابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه بلفظ الطبري ، وابن أبي حاتم. وهذا القول هو اختيار الطبري.

(٢) أخرجه الطبري (١٨ / ١٧٧) ، وابن أبي حاتم (٨ / ٢٦٥٥) ، ومجاهد (ص : ٤٤٥). وذكره السيوطي في الدر (٦ / ٢٣١) وعزاه لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد ، ومن طريق آخر عن قتادة وعزاه لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.

(٣) إتحاف فضلاء البشر (ص : ٣٢٧).

(٤) الكشاف (٣ / ٢٦٥).

(٥) زيادة من الكشاف ، الموضع السابق.

(٦) البيت لأبي عطاء السندي يرثي ابن هبيرة. انظر : أمالي القالي (١ / ٢٧٢) ، والخزانة (٩ / ٥٣٩) ، والدر المصون (٥ / ٢٣٩) ، والبحر المحيط (٦ / ٤٣٧) ، والنظائر للسيوطي في النحو (٢ / ٨٣) ، ـ