والمولى : الناصر أو الوليّ ، والعشير : الصاحب والخليل.
(إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ (١٤) مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ ما يَغِيظُ) (١٥)
قوله تعالى : (مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ) المشهور في التفسير : أن الضمير في" ينصره" لمحمد صلىاللهعليهوسلم (١).
قال ابن قتيبة (٢) : هذه كناية عن غير مذكور ، وكان قوم من المسلمين لشدة حنقهم على المشركين يستبطئون ما وعد الله تعالى رسوله صلىاللهعليهوسلم من النصر ، وقوم من المشركين يريدون اتباعه ويخافون أن لا يتم أمره ، فنزلت هذه الآية للفريقين.
قال مقاتل (٣) : نزلت في نفر من أسد وغطفان قالوا : إنا نخاف أن [لا](٤) ينصر محمد صلىاللهعليهوسلم ، فينقطع الذي بيننا وبين حلفائنا من اليهود ، [فلا يجيرونا ولا يأوونا](٥).
فعلى هذا ؛ المراد بالنصر : الغلبة والقهر للأعداء.
__________________
(١) ذكره الطبري (١٧ / ١٢٥) ، والواحدي في الوسيط (٣ / ٢٦٢) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٥ / ٤١٣).
(٢) تأويل مشكل القرآن (ص : ٣٥٨).
(٣) تفسير مقاتل (٢ / ٣٧٩).
(٤) في الأصل وب : لن. والتصويب من تفسير مقاتل ، الموضع السابق.
(٥) زيادة من تفسير مقاتل ، الموضع السابق.