فقال : (فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ).
(وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ) يعني : من الشرك والتكذيب والاستهزاء ، (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ) أي قل : سبحان الله وبحمده. (وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ) يعني : المصلين.
وفي هذا دليل واضح وبرهان بيّن على أن في ذكر الله تعالى والصلاة شفاء من داء الغمّ والهمّ. وفي الحديث : «كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة» (١).
(وَاعْبُدْ رَبَّكَ) دم على عبادته (حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) قال قتادة : هو الموت ، وعند الموت والله يقين من الخير والشر (٢).
ويروى عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «ما أوحي إليّ أن أجمع المال وأكون من التاجرين ، ولكن أوحى إليّ أن سبح (بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ، وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)(٣).
وأخبرنا أبو العز يوسف بن رافع بن [تميم](٤) وأبو محمد عبد المجير بن محمد
__________________
(١) أخرجه أبو داود (٢ / ٣٥ ح ١٣١٩) ، وأحمد (٥ / ٣٨٨ ح ٢٣٣٤٧).
(٢) ذكره الواحدي في الوسيط (٣ / ٥٤).
(٣) ذكره القرطبي في تفسيره (١٠ / ٦٤) ، والأصبهاني في حلية الأولياء (٢ / ١٣١) ، والسيوطي في الدر (٥ / ١٠٥) وعزاه لسعيد بن منصور وابن المنذر والحاكم في التاريخ وابن مردويه والديلمي عن أبي مسلم الخولاني. ومن طريق آخر عن ابن مسعود ، وعزاه لابن مردويه ، ومن طريق آخر عن أبي الدرداء ، وعزاه لابن مردويه والديلمي.
(٤) في الأصل : تيم. وانظر ترجمته في : سير أعلام النبلاء (٢٢ / ٣٨٣ ـ ٣٨٧) ، وذيل التقييد (٢ / ٣٢١).