وقال ابن زيد : هم قوم صالح (١).
فإن أريد اليهود والنصارى ؛ خرج في قوله : (الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ) قولان :
أحدهما : آية الكتاب العزيز المنزل على محمد صلىاللهعليهوسلم ، عضوا القول فيه وفرقوه وقسموه إلى حق وباطل ، فآمنوا ببعضه وقالوا : هذا موافق لكتابنا ، وكفروا ببعضه فقالوا : هذا مخالف لكتابنا. وهذا معنى قول ابن عباس (٢).
وقيل : اقتسموا سور القرآن استهزاء وخلاعة ، وكان أحدهم يقول : سورة البقرة لي ، [و](٣) يقول الآخر : سورة آل عمران لي. قاله عكرمة (٤).
الثاني : أن يراد ما يقرؤونه من كتبهم ، وكل فريق منهم آمن ببعض كتابه وكفر ببعض.
وإن أريد كفار قريش ؛ ففي معنى كونهم مقتسمين قولان :
أحدهما : أنهم اقتسموا طريق مكة يصدون الناس عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم والإيمان به.
قال ابن السائب : هم رهط من أهل مكة اقتسموا عقاب مكة حين حضر الموسم ، قال لهم الوليد بن المغيرة : تفرقوا على عقاب مكة حيث يمر بكم أهل
__________________
(١) أخرجه الطبري (١٤ / ٦٣). وذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٤ / ٤١٨).
(٢) أخرجه البخاري (٣ / ١٤٣٥ ، ٤ / ١٧٣٨) ، والحاكم (٢ / ٣٨٧) ، والطبري (١٤ / ٦١ ـ ٦٢).
وذكره السيوطي في الدر (٥ / ٩٨) وعزاه للبخاري وسعيد بن منصور والحاكم والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طرق عن ابن عباس.
(٣) زيادة على الأصل.
(٤) أخرجه الطبري (١٤ / ٦٢). وذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٤ / ٤١٧).