قال الزمخشري (١) : هو غير صحيح ؛ لأن ياء الإضافة لا تكون إلا مفتوحة حيث قبلها ألف ، نحو : [عصاي ، فما بالها](٢) وقبلها ياء.
فإن قلت : جرت الياء الأولى مجرى الحرف [الصحيح](٣) لأجل الإدغام ، فكأنها ياء وقعت ساكنة بعد حرف صحيح ساكن ، فحركت بالكسر على الأصل.
قلت : هذا قياس حسن ، ولكن الاستعمال المستفيض الذي هو بمنزلة الخبر المتواتر تتضاءل إليه القياسات.
وقال أبو علي (٤) : لما أدغم الياء التي على الجمع في ياء المتكلم حرك ياء المتكلم ؛ لئلا يلتقي ساكنان ، وحركها بالفتح لأن الفتحة هي حركتها التي تستحقها في الأصل ، نحو : غلامي ، كما أن الكاف في غلامك كذلك ، فلما احتيج إلى تحريك ياء الإضافة حركت بحركتها التي كانت لها في الأصل ، ومثل ذلك : هداي ، ومثواي ، حركت الياء فيه بالفتح لالتقاء الساكنين ؛ لما ذكرنا.
وأما من قرأ بكسر الياء ؛ فإن الفراء قال في كتابه في التصريف (٥) : هو قراءة الأعمش ويحيى بن وثاب.
وزعم قطرب أنه لغة في بني يربوع ، يزيدون على ياء الإضافة ياء (٦) ، وأنشد :
__________________
(١) الكشاف (٢ / ٥١٧).
(٢) في الأصل : عصا مما بالهاء. والتصويب من الكشاف ، الموضع السابق.
(٣) زيادة من الكشاف ، الموضع السابق.
(٤) الحجة (٣ / ١٦ ـ ١٧).
(٥) انظر : معاني الفراء (٢ / ٧٥).
(٦) قال أبو حيان في البحر المحيط (٥ / ٤٠٨) : طعن كثير من النحاة في هذه القراءة ، قال الفراء : لعلها من وهم القراء ، فإنه قلّ من سلم منهم من الوهم. ولعله ظن أن الباء في «بمصرخي» خافضة للفظ ـ