يكون أعلم ما قد علم منهم. والدليل على أنه طبع على قلوبهم [جزاء](١) لهم قوله : (كَذلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ).
وقوله : «كذلك» معناه : مثل ذلك الجزاء الذي جوزي به المهلكون من القرون الماضية ، نجزي المجرمين المكذبين من هذه الأمة.
وفي هذه الآية تخويف شديد لأهل مكة.
قوله تعالى : (ثُمَّ جَعَلْناكُمْ) خطاب لهذه الأمة.
قال ابن عباس : جعلناكم يا أمة محمد صلىاللهعليهوسلم (خَلائِفَ)(٢).
قال قتادة : ما جعلنا الله خلائف إلا لينظر إلى أعمالنا ، فأروا الله تعالى من أعمالكم خيرا بالليل والنهار (٣).
(لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ) أي : لنختبركم ونختبر أعمالكم. و «كيف» في محل النصب ب «تعملون» لا ب «ننظر» (٤) ؛ لتضمنه معنى الاستفهام المانع من تقدم عامله عليه في الكلام.
(وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٥) قُلْ لَوْ
__________________
(١) في الأصل : جازاء. والتصويب من معاني الزجاج (٣ / ١٠).
(٢) زاد المسير (٤ / ١٣).
(٣) أخرجه الطبري (١١ / ٩٤) ، وابن أبي حاتم (٦ / ١٩٣٣). وذكره السيوطي في الدر المنثور (٤ / ٣٤٧) وعزاه لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.
(٤) انظر : الدر المصون (٤ / ١٣).