إسحاق لينكشف المعنى ويزول اللبس.
ويجوز أن ينسب ولد إبراهيم من غير إسحاق إلى سارة على جهة المجاز ، فكان تأويل الآية : من الوراء المنسوب إلى سارة وإلى إبراهيم من جهة إسحاق يعقوب.
واختلف القراء السبعة في «يعقوب» : فقرأ ابن عامر وحمزة وحفص بنصب الباء ، وقرأه الباقون بالرفع (١).
فمن نصب حمله على المعنى ، كأنه قال : وهبنا لها إسحاق ، ووهبنا لها يعقوب.
ويجوز أن يكون معطوفا على موضع قوله : «بإسحاق» ؛ لأن موضع الجار والمجرور نصب ، كما تقول : مررت بزيد وعمرا ، وخشّنت (٢) بصدره وصدر زيد.
ويجوز أن يكون قوله : «يعقوب» جرّا ، عطفا على قوله : «إسحاق» ، أي : بشرناها بإسحاق ويعقوب من وراء إسحاق ، كقول الأعشى :
يوما تراها كشبه أردية العصب |
|
ويوما أديمها نغلا (٣) |
__________________
(١) الحجة للفارسي (٢ / ٤١٢) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٣٤٧) ، والكشف (١ / ٥٣٤) ، والنشر (٢ / ٢٩٠) ، وإتحاف فضلاء البشر (ص : ٢٥٨) ، والسبعة في القراءات (ص : ٣٣٨).
(٢) خشّنت صدره تخشينا : أوغرت (اللسان ، مادة : خشن).
(٣) البيت للأعشى يذكر نبات الأرض. انظر : ديوانه (ص : ٢٨٣) ، واللسان ، مادة : (نغل ، أدم) ، والحجة للفارسي (٢ / ٤١٣) ، وشرح شواهد الإيضاح (ص : ١٢٤) ، وتاج العروس (١٦ / ٢٥) ، والخصائص (٢ / ٣٩٥) ، وشرح عمدة الحافظ (ص : ٦٣٦).
ونغل الأديم : فسد في الدباغ. ونغل الأديم : إذا عفن وتهرّى في الدباغ فيفسد ويهلك. واستشهد الأزهري في تهذيب اللغة (٨ / ١٣٤) بهذا البيت على قوله : نغل وجه الأرض ؛ إذا تهشّم من الجدوبة (اللسان ، مادة : نغل).
والعصب : ضرب من برود اليمن ، سمّي عصبا ؛ لأن غزله يعصب ، أي يدرج ، ثم يصبغ ، ثم يحاك ، وليس من برود الرّقم ، ولا يجمع (اللسان ، مادة : عصب).