الكوفة ، وهو قول الأكثرين (١).
وروي عن ابن عباس : أنه فار بالهند (٢).
وقال مقاتل (٣) : فار من دار نوح ، وكانت بالشام في موضع يقال له : عين وردة.
(قُلْنَا احْمِلْ فِيها) أي في السفينة (مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ) وقرأ حفص : «من كلّ» (٤) بالتنوين هنا وفي المؤمنين (٥) ، أي : من كل شيء ، أو من كل صنف ، زوجين اثنين ، فنصب «زوجين» بالفعل ، وجعل «اثنين» نعتا ل «زوجين». وفيه معنى التوكيد كقوله : (إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ) [النحل : ٥١] ، وقوله : (وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ) [ص : ٢٣] ، والباقون عدّوا الفعل إلى «اثنين» وجرّوا «زوجين» لإضافة «كل» إليها.
قال ابن قتيبة (٦) : الزوج يكون واحدا ويكون اثنين ، وهو هاهنا واحد.
قال مجاهد : من كل صنف ذكرا وأنثى (٧).
__________________
(١) أخرجه ابن أبي حاتم (٦ / ٢٠٢٨). وانظر : الطبري (١٢ / ٤٠) ، والماوردي (٢ / ٤٧٢) ، وزاد المسير (٤ / ١٠٥). وذكره السيوطي في الدر المنثور (٤ / ٤٢٢) وعزاه لابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.
(٢) أخرجه الطبري (١٢ / ٤٠) ، وابن أبي حاتم (٦ / ٢٠٢٩). وذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٤ / ١٠٦).
(٣) تفسير مقاتل (٢ / ١١٨).
(٤) الحجة للفارسي (٢ / ٣٩٠) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٣٣٩) ، والكشف (١ / ٥٢٨) ، والنشر (٢ / ٢٨٨) ، وإتحاف فضلاء البشر (ص : ٢٥٦) ، والسبعة في القراءات (ص : ٣٣٣).
(٥) الآية رقم (٢٧).
(٦) تأويل مشكل القرآن (ص : ٤٩٨).
(٧) أخرجه الطبري (١٢ / ٤٠) ، وابن أبي حاتم (٦ / ٢٠٣٠) ، ومجاهد (ص : ٣٠٣).