الإشارة إلى قصتهم :
ذكر أهل العلم بالتفسير والسّير : أن يونس بن متّى عليهالسلام بعث إلى نينوى من أرض الموصل يدعوهم إلى [الله](١) ورفض الأصنام ، فأبوا عليه ولم ينقادوا إليه ، فأخبرهم أن العذاب نازل بهم ومصبّحهم بعد ثلاث ، ثم خرج ـ عليهالسلام ـ من بين أظهرهم ، فلما تغشّاهم العذاب للوقت الذي توعدهم بنزول العذاب فيه ، قال ابن عباس : وجدوا حرّه على أكتافهم ، ولم يبق بينهم وبينه إلا قدر ثلثي ميل (٢).
قال وهب : أغامت السماء غيما أسود هائلا يدخن دخانا شديدا ، فهبط حتى تغشّى مدينتهم (٣). فلما أيقنوا بالهلاك طلبوا نبيهم فلم يجدوه ، فتداركهم الله تعالى برحمته ، وألقى في قلوبهم الندم والتوبة ، فلبسوا المسوح ، وحثوا على رؤوسهم الرماد ، وبرزوا إلى الصعيد بنسائهم وصبيانهم ودوابهم ، وفرّقوا بين النساء والصبيان ، والدواب وأولادها ، فحنّ بعضهم إلى بعض ، وتضرعوا إلى الله ، وعلت الأصوات ، وارتفع الضجيج والعجيج ، وأظهروا التوبة والإيمان وأخلصوا نياتهم وقالوا : آمنا بما جاء به يونس ، وكان ذلك يوم عاشوراء ووافق يوم الجمعة (٤).
__________________
(١) في الأصل : الإسلام. والمثبت من زاد المسير (٤ / ٦٥).
(٢) انظر قول ابن عباس في : زاد المسير (٤ / ٦٥).
(٣) زاد المسير (٤ / ٦٥).
(٤) زاد المسير (٤ / ٦٥ ـ ٦٦).