(٤٤) ر د ى [تردّى]
قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (إِذا تَرَدَّى) (١).
قال : إذا مات وتردّى في النار ، قال : نزلت في أبي جهل (٢).
قال : وهل تعرف العرب ذلك؟
قال : نعم ، أما سمعت عدي بن زيد (٣) وهو يقول :
خطفته منية فتردّى |
|
وهو في الملك يأمل التعميرا (٤) |
__________________
(١) سورة الليل ، الآية : ١١.
(٢) أبو جهل : هو عمرو بن هشام بن المغيرة المخزومي القرشي ، أشد الناس عداوة لرسول الله صلىاللهعليهوسلم في صدر الإسلام ، وأحد سادات قريش وأبطالها ودهاتها في الجاهلية. قال صاحب عيون الأخبار : سوّدت قريش أبا جهل ولم يطرّ شاربه فأدخلته دار الندوة مع الكهول. أدرك الإسلام وكان يقال له : (أبا ، الحكم) فدعاه المسلمون (أبا جهل) سأل الأخنس بن شريق الثقفي ، وكانا قد استمعا شيئا من القرآن : ما رأيك يا أبا الحكم في ما سمعت من محمد؟ فقال : ما سمعت ، تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف ، أطعموا فأطعمنا ، وحملوا فحملنا ، وأعطوا فأعطينا ، حتى إذا تحاذينا على الركب وكنا كفرسي رهان قالوا منّا نبي يأتيه الوحي من السماء ، فمتى ندرك هذه .. والله لا نؤمن به أبدا ولا نصدقه! واستمر على عناده يثير الناس على محمد رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأصحابه لا يفتر عن الكيد لهم والعمل على إيذائهم ، حتى كانت وقعة بدر الكبرى ، فشهدها مع المشركين ، فكان من قتلاها سنة (٢) ه الموافق (٦٢٤). (انظر : ابن الأثير ١ / ٢٣ و ٢٥ و ٢٦ و ٢٧ و ٣٢ و ٣٣ و ٣٨ و ٤٠ و ٤٥ و ٤٧. وعيون الأخبار : ١ / ٢٣٠. والسيرة الحلبية : ٢ / ٣٣. ودائرة المعارف الإسلامية : ١ / ٣٢٢. والأعلام : ٥ / ٨٧).
(٣) عدي بن زيد : انظر ترجمته في رقم ٢٠.
(٤) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : ١ / ١٢٣.