(٢٥) م ش ج [أمشاج]
قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ) (١).
قال : اختلاط ماء الرجل وماء المرأة إذا وقعا في الرّحم.
قال : وهل تعرف العرب ذلك؟
قال : نعم ، أما سمعت أبا ذؤيب (٢) وهو يقول :
كأنّ الرّيش والفوقين منه |
|
خلاف النّصل سيط به مشيج (٣) |
__________________
(١) سورة الإنسان ، الآية : ٢.
(٢) أبو ذؤيب : هو خويلد بن خالد بن محرّث ، أبو ذؤيب ، من بني هذيل بن مدركة من مضر ، شاعر فحل مخضرم ، أدرك الجاهلية والإسلام ، وسكن المدينة ، واشترك في الغزو والفتوح ، وعاش إلى أيام الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه ، فخرج في جند عبد الله بن سعد بن أبي سرح إلى أفريقية سنة (٢٦) ه الموافق (٦٤٧) م. فشهد فتح إفريقية وعاد مع عبد الله بن الزبير وجماعة يحملون بشرى الفتح إلى الخليفة عثمان ، فلما كانوا بمصر ، مات أبو ذؤيب فيها سنة (٢٧) ه الموافق (٦٤٨). قال البغدادي : هو أشعر هذيل من غير مدافعة. وفد أبو ذؤيب على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ليلة وفاته ، فأدركه وهو مسجّى وشهد دفنه. أشهر شعره عينية رثى بها خمسة أبناء له أصيبوا بالطاعون في عام واحد ، مطلعها : أمن المنون وريبه تتوجع
(انظر : شواهد المغني للسيوطي : ١٠. والأغاني : ٦ / ٥٦. والشعر والشعراء : ٢٥٢. والكامل لابن الأثير : ٣ / ٣٥. والأعلام : ٢ / ٣٢٥).
(٣) كذا في تحقيق البيت في (ديوان الهذليين) : ٣ / ١٠٣. وسمط اللئالئ للبكري : ٩٥٧. وهو منسوب لزهير بن حرام الهذلي ، أما في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : ١ / ١٢٢ فهو :
كأنّ الرّيش والفوقي منه |
|
خلال النّضل خالطه مشيج |
وقد ورد البيت في (أساس البلاغة) باب : مشج صفحة ٥٩٥.
كأنّ النّصل والفوقين منه |
|
خلاف الرّيش سيط به مشيج |
وهذه أيضا رواية (الأساس) : ٢ / ٢٨٧. و (رغبة الآمل) : ٧ / ٩. واستشهد به الشوكاني في (فتح القدير) ٥ / ٣٤٥. وأبو حيان في (البحر المحيط) : ٨ / ٣٩٢ ، بهذا النص :
كأنّ النّصل والفوقين منها |
|
خلاف الريش سيط به مشيج |