(١٩٩) ه ط ع [مهطعين]
قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ) (١).
قال : مذعنين خاضعين.
قال : فهل تعرف العرب ذلك؟
قال : نعم ، أما سمعت تبّعا (٢) وهو يقول :
تعبّدني نمر بن سعد وقد درى |
|
ونمر بن سعد لي مدين ومهطع (٣) |
__________________
(١) سورة القمر ، الآية : ٨.
(٢) تبع : هو تبع بن حسان بن تبان ، من ملوك حمير في اليمن قيل اسمه مرثد. وهو تبع الأصغر آخر التبابعة ، ملك بعد عبد كلال ، وعقد الحلف بين اليمن وربيعة ، وسار إلى الشام فلقيه قوم من حمير من بني عمرو بن عامر ، فشكوا إليه ما نزل بهم من اليهود في (يثرب) ، وذكروا له سوء مجاورتهم لهم ، ونقضهم العهد الذي بينهم ، فسار إلى يثرب ونزل في سفح (أحد) وبعث إلى اليهود فقتل منهم ثلاثمائة رجل ، وذللها لهم ، وكان ملكه ٧٨ سنة (انظر : الأعلام ٢ / ٨٣). وتبع لقب لكل من ملوك اليمن ، كالخليفة للمسلمين ، وكسرى للفرس ، ومن التبابعة : الحارث الرائش وهو ابن همال ذي سود ، وأبرهة ذو المنار ، وعمرو ذو الأذعار ، وشمر بن مالك الذي تنتسب إليه سمرقند ، وأفريقيس بن قيس الذي ساق البربر إلى أفريقية من أرض كنعان وبه سميت أفريقية.
والعرب كانوا يعرفون واحدا من هؤلاء أكثر من غيرهم ولذلك قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ولا أدري أتبع لعين أم لا» وقال صلىاللهعليهوسلم : «لا تسبوا تبعا فإنه كان مؤمنا ، والمقصود هو أبو كرب الذي كسا البيت بعد ما أراد غزوه ، وبعد ما غزا المدينة وأراد خرابها ثم انصرف عنها لما أخبر أنها مهاجر نبي اسمه أحمد ، وقال شعرا أودعه عند أهلها ، فكانوا يتوارثونه كابرا عن كابر إلى أن هاجر رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأدوه إليه ، ويقال كان الكتاب عند خالد بن زيد أبي أيوب الأنصاري وفيه :
شهدت على أحمد أنّه |
|
رسول من الله باري النسم |
فلو مدّ عمري إلى عمره |
|
لكنت وزيرا له وابن عم |
وذكره القرطبي : (١٦ / ١٤٤) : إن بين وفاة تبع وبعثة المصطفى صلىاللهعليهوسلم ألف سنة كاملة.
(٣) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : ١ / ١٣٢. وقد استشهد به أبو حيان في (البحر المحيط)