يدعى أن كلمة فرقان جاءت من الكلمة السريانية فرقانا بمعنى «إنقاذ» ، وهذا
الخلط غير اللائق يصيب بحثه بالغموض حيث يقول : «ربما يكون مصدر الكلمة قد اشتق من
المصادر المسيحية ولكن محمدا كان يجب أن يوفق بينها وبين الجذر العربى (فرق)
ومعناه ببساطة التفرقة بين جماعة المتدينين وبين الكافرين وكذلك الأمر أيضا فى
حالات الوحى إذ لليهود التوراة وللمسيحيين الإنجيل ، وكذلك للمسلمين كتابهم وهو
القرآن» ولذلك فقد فسر الآية (٤١) سورة الفرقان هكذا : أن نصر «بدر» لم يكن فقط
خلاصا لفئة قليلة من المسلمين الذين خرجوا مع محمد لاعتراض القافلة ووجدوا أنفسهم
وجها لوجه مع الجيش ولكنه كان تفرقة نهائية بين اتباع محمد وكفار مكة ، ولقد صار
الفريقان بعد سفك الدماء أعداء.
ومن العبث فى
هذا التفسير أنه يدعى أن النبى محمدا (صلىاللهعليهوسلم) استعار الكلمة السريانية (بوركانا)» Purkana «ولكنه غير معناها إلى الكلمة العربية (فرق) ، لما ذا لا
يأخذ مباشرة المصدر العربى إذا كان يقصده؟ ثم هل هناك أية وثيقة توضح أن الكلمة
السريانية (بوركانا) كانت مشهورة أو حتى معروفة فقط فى الوسط الذى عاش فيه النبى
محمد (صلىاللهعليهوسلم) ، وخالطه حتى يستعيرها ويغير معناها حسب اللفظ العربى
المشابه لها فى النطق؟.
إن هذه الأسباب
كافية لدحض أطروحة المستشرق ريتشارد بيل وخطأ الذين ساروا على نهجه م. وات «محمد
فى المدينة» صفحة (١٦٠) ، رودى باريت «موسوعة الإسلام» الطبعة الثانية.
تفسيرنا
أولا : أنه من الغباء نسبة كلمة «فرقان» إلى الكلمة العبرية (Pirke) التى تعنى فصول.
ثانيا
: أن الآراء
التى ترد كلمة «فرقان» إلى الكلمة السريانية بوركانا (Purkana) : الإنقاذ تعد هى الأخرى ضربا من
الغباء.