وقد ترجم بلاشير كلمة فرقان فى الآيات الستة بمعنى «إنقاذ» ، وهناك ثلاثة من المستشرقين اليهود وهم : جيجر فى كتابه «ما ذا اقتبس محمد من اليهودية» صفحة (٩٩) سنة (١٩٠٢ م) ، وهيرشفيلد فى كتابه «بحوث جديدة فى القرآن» صفحة (٦٨) سنة (١٩٠٢ م) ، وهورفيتز فى كتابه «بحوث القرآن» صفحة (٧٦ ، ٧٧) سنة (١٩٢٦ م) ، وقد تخيل هؤلاء الثلاثة أن كلمة «فرقان» هى الكلمة العبرية المعربة وأصلها بيركى» Prike «ويؤكد مرجليوث» MARGOLIOTH «فى كتابه «موسوعة الدين والأخلاق» حين يقول : إن «بيركى» ـ أبوت مقتبسة من كتاب الآباء ، وهو كتاب من المشنا يحتوى على الأمثال والحكم الدينية والأخلاقية للحكماء والعلماء اليهود والآباء من عهد سمعون العادل» Simeanle Just «نحو (٣٣٠) قبل الميلاد وحتى كتابه المشنا (٢٢٠ م) «إبراهام المالح ـ القاموس الجديد الكامل عبرى ـ فرنسى» ويقع فى خمسة فصول يختلف الفصل الأخير عن الأربعة السابقين شكلا ومضمونا.
فالحكم التى فيه مجهولة المؤلف فيما عدا المقطوعات الأخيرة بينما فى الفصول الأربعة نجد الحكم مزيلة بأسماء قائليها ، وإن أعظم شىء فى هذه المقالة أنها تتحدث عن اليهودية بشكل واضح انطلاقا من حقيقة أنها متضمنة فى كتاب الصلوات القديم كجزء من شعائر خدمة الرب بعد ظهيرة يوم السبت خلال شهور الصيف «الموسوعة اليهودية» المجلد الأول صفحة (٨١ ، ٨٢) نيويورك ولندن سنة (١٩٠١ م).
ومن خلال هذه المعلومات نجد أنه من المستحيل كما هو واضح أن تكون كلمة فرقان تعنى الحكم المسماة «بيركه» وذلك للأسباب الآتية :
(أ) مؤلفى الحكم معرفون بالاسم وليس من بينهم موسى ولا هارون فكيف إذن استطاع محمد صلىاللهعليهوسلم أن ينتحل هذه (البيركى) من موسى أو من هارون عليهماالسلام.
(ب) محتوى (البيركى) لا يمكن أبدا أن يعتبر كتابا مقدسا مثل التوراة أو الإنجيل أو بالأحرى القرآن.