فإنه يبدو أنه كان بعيدا عن السياق الذى تناول ذلك النمط فيما يتعلق بشكل
مصدر الضوء والذى حظى عنده بمكانة مهمة فى التحليل ، فالمشكاة ذات السبعة مصابيح
فى رؤية زكريا قد اختفت «المرجع السابق صفحة (٢٣٦) ، ولكن ما ذا يبقى إذا من
السبعة مصابيح فى رؤية زكريا؟ لا شىء فيما عدا ذكر المصباح ومجرد ذكر المصباح لا
يكفى مطلقا لافتراض علاقة الاستعارة بين مقطوعة زكريا والآية القرآنية.
ثم هذا
الاستطراد العقيم الذى يسوقه كلير مون جانو فى موضوع مصادر النور التى توجد فى
الكاتدرائيات القبطية وكنائس بيت المقدس ، صفحة (٢٣٨) لا دليل عليه لأنه يعترف
بنفسه أن محمدا ما وطئت قدمه بيت المقدس كزائر أو حاج صفحة (٢٤٣) ، ولأنه مجرد من
الحجة فإنه يعتمد على القول بأن تميما الدارى قد أعلم محمدا بموضوع التقاليد
والكنائس المسيحية وليؤكد هذا الأمر فإنه زعم أن تميما الدارى كان له أثر على
نفسية محمد وأفعاله صفحة (٢٤٧) ، وأن تميما الدارى كان بالتأكيد أحد المعلمين
الذين استعان بهم محمد ليشرحوا له ليس فقط العقائد ولكن أيضا العادات والتقاليد
وخدمة الكنيسة والطقوس المتعلقة بالمسيحية الشرقية صفحة (٢٤٨).
على أى شىء
يعتمد كلير مون جانو ليزعم تلك المزاعم الخيالية؟
على لا شىء
لأنه لا يعطينا أى مصدر ولا بين لنا أى حجة منطقية.
أن ما قاله
جانو مجرد توهمات صنعها خيال تائه.
ثالثا : (هورفيتز ١٨٧٤ ـ ١٩٣١ م):
١ ـ «أيّام الله»
* ـ قال الله
تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا
مُوسى بِآياتِنا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ
وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ).
* ـ قال الله
تعالى : (قُلْ لِلَّذِينَ
آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً
بِما كانُوا يَكْسِبُونَ).
__________________