الكامل وهو محمد بن كعب بن سليم بن عمرو بن إياس بن حيان بن قرظه ابن عمران بن عمير بن قريظة بن حارث ، وهو من المدينة ، وقد روى الأحاديث عن ابن عباس وابن عمرو وزيد بن الأرقم وكان من أعظم رجال المدينة فى علمى الحديث والفقه ، ومات بالمدينة سنة ١٠٨ أو ١١٧ (١) ، ولم يمكنا جمع مزيد من المعلومات عنه ، وحتى نتعرف بدقة على اتجاهاته يجب أن ندرس الأقوال المنسوبة إليه فى تفسير القرآن حتى نرى إذا ما كانت هذه التفسيرات القرآنية مصطبغة بما يسمى «الإسرائيليات» ، وهى القصص المأخوذة من التوراة أو من الأجادا أو من التلمود.
على أى حال فإن رأيه فى مريم (مريام) ، فند على الأقل من قبل ابن كثير كما أوضحنا آنفا لأنه يعتمد على مخالفة تاريخية واضحة حيث يعنى أن داود وسليمان جاءا بعد عيسى وهو ما يتعارض مع القرآن نفسه لأن القرآن يؤكد أن داود وسليمان جاءا بعد موسى كما أكده بن كثير فى الآيات ٢٤٦ ـ ٢٥١ من سورة البقرة (أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى) حتى (وَقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ) ترجمة بلاشير.
وحجة ابن كثير هذه والتى ساقها استنادا على القرآن نفسه ساقها أيضا جورج سال فى ملحوظة (٢) حول سورة آل عمران بهذه الكلمات «إن عمران أو عمران اسم لشخصين مختلفين حسب مصادر المسلمين أحدهما كان والد موسى وهارون ، والثانى كان والد مريم العذراء (الزمخشرى ـ البيضاوى) ، ولكن بعض الكتابات المسيحية تسميه يواقيم والمفسرون يعتقدون أنه أما الأول وإما الثانى هو المقصود بيواقيم فى هذا الموضع وعلى أى حال
__________________
(١) أنظر السمعانى ـ الأنساب. ط. د ـ س مرجليوث ـ ليدن ١٩١٢ (بدون ترقيم).
(٢) القرآن والمسمى جملة «قرآن محمد» ترجم إلى الإنجليزية حديثا من الأصل العربى مع ملاحظات توضيحية مأخوذة من أكثر التفاسير اعتمادا تأليف جورج سال (ص ٣٨) (من الترجمة) لندن ١٧٣٤.