من المتشابه.
وثالثا أنه لو كان كذلك لكان أكثر القرآن الذي ذكر فيه اسم الله عزوجل ويوم القيامة والوعد والوعيد بالنعم الأخروية من المتشابهات لأن حقائقها وكنهها غير معلومة وهذا لم يقل به أحد. [١]
ورابعا أن عدم العلم بحقيقة بعض الموضوعات لا يجعل الآية من المتشابهات.
وخامسا أنا نرى أن في القرآن آيات ذو وجوه كآية يد بر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون الآية والآيات التي استدل بها على كون الهداية والضلالة والكفر والإيمان من الله وكذا الآيات التي استدل بها المجسمة وأرباب الضلال ولا يعلم تفسير ذلك إلا بالرجوع إلى المحكمات من الآيات الصريحة و
__________________
[١] ونزيدك أنا لا نعلم حقيقة أكثر الأشياء فلو كان المتشابه ما لا يعلم حقيقته للزم أن تكون أكثر الآيات لو لم يكن كلها من المتشابهات فعن المجلد الأول للأسفار عن الشيخ أبي علي سينا في تعليقاته أن الوقوف على حقائق الأشياء ليس في قدرة البشر ونحن لا نعرف من الأشياء إلا الخواص واللوازم والأعراض ولا نعرف الفصول المقومة لكل واحد منها الداخلة على حقيقته بل نعرف أنها أشياء لها خواص وأعراض فإنا لا نعرف حقيقة ولا العقل ولا النفس ولا الفلك ولا النار والهواء والماء والأرض ولا نعرف أيضا حقائق الأعراض ومثال ذلك أنا لا نعرف حقيقة الجوهر بل إنما عرفنا شيئا له هذه الخاصية وهو أنه الموجود لا في موضوع وهذا ليس حقيقته ولا تعرف حقيقة الجسم بل نعرف شيئا له هذه الخواص وهي الطول والعرض والعمق ولا نعرف حقيقة الحيوان بل إنما نعرف شيئا له خاصية الإدراك والعقل فإن المدرك الفعال ليس هو حقيقة الحيوان بل خاصته ولازم له والفصل الحقيقي لا ندركه إلخ وهذا الكلام جيد متين ومنه يعلم فساد تفسير المتشابه بما لا يعلم حقيقة