قالوا إنه لا تشابه في معناه وإنه يفسر بعضه بعضا وما دروا أن علم القرآن بحر عميق لا يحيط به إلا الله وخلفاؤه وحججه بتعليمه لأنه كتاب من الله العزيز العليم لأن يستفيد منه جميع خلقه بحسب مرابتهم فما استفاد منه النبي والأئمة عليهمالسلام فوق ما يستفيده الناس فلذا جعل فيه رموزا وإشارات كالم ـ وحمعسق ـ فهذه أسرار بين الله وأحبائه كما أشار إليه في الأحاديث الشريفة وقد جعل فيه محكمات واضحات لعلهم يذكرون وآيات بينات لعلهم يعقلون وفيه آيات متشابهات كقوله تعالى وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة فإن الله عزوجل لا يحيط به بصر ولا يحيط به مكان ولا يرى في الدنيا ولا في الآخرة كما صرح به في الآية المحكمة لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير فالذين في قلوبهم زيغ يؤولون هذه الآيات بآرائهم ومن فسر القرآن برأيه فقد ضل وأضل وأما من كان على هدى من ربه فيقف عنده حتى يصل إليه من خلفاء الله بيانه وقد ورد عن الرضا عليهالسلام أن المقصود من النظر إلى الله النظر إلى خلفاء الله ولعل السر في إنزال الآيات المتشابهات ما أشرنا إليه أولا وهو أن يعلم الناس أنهم محتاجون إلى النبي وخلفائه لكي تتم الحجة ويتضح السبيل كما أشير إليه في الأحاديث الشريفة أو أن الكلام الفصيح البليغ يقع فيه استعارات وكنايات لا يخلوا من تشابه في وجوهها هذا مضافا إلى أن كشف الحقائق في بعض الأمور لا يتناسب الحكمة في زمن نزول الآيات فيلزم في الحكمة أن تكون الآيات النازلة فيه متشابهة لئلا تكون