قال أكرم العالم ثم قال بعد حين أضف العالم العادل فإن الإكرام حكم والضيافة حكم آخر فهو لا يكون قرينة على التقييد ولا يدل عليه وكذا تكون قرينة مع اتحاد الموضوع بخلاف ما لو قال أكرم العالم وأكرم التاجر العادل فكلامه الثانوي لا يكون قرينة على تقييد الكلام الأول لأن موضوعه غير موضوعه وإنما التقييد بالقرينة الخارجية لا يكون إلا بدلالة واضحة فأينما وجدت ودلت بدلالة يفهمها أهل العرف واللسان يتبع وقيد المطلق بها وإلا فلا وقد أشرنا كرارا أن الشارع لم يكلم الناس إلا بالبيان الذي علمه الله الإنسان وكل نبي لم يبعث إلا بلسان قومه ومما ذكرنا يعلم أن أكثر الروايات الواردة في الآداب والمستحبات لا تكون في الأغلب مطلقاتها مقيدة بمقيداتها كأكثر الروايات الواردة في فضيلة الدعاء بطور الإطلاق لا تكون مقيدة بفضائل الدعاء الواردة في أوقات مخصوصة أو في أمكنة خاصة وكأكثر الروايات الواردة في فضيلة زيارة الحسين عليهالسلام لا تكون مقيدة بفضائل الزيارات الواردة في أوقات مخصوصة مثل عرفة وأربعين وغيرهما فإنه لا منافات بينهما حتى يجمع بينهما بتقييد أحدهما بالأخرى فلذا قالوا إن قاعدة الإطلاق والتقييد لا يجري في المستحبات
المبحث الثالث : قد يكون المطلق آبيا عن التقييد لوروده في مقام الامتنان أو لغيره من القرائن فيحمل المقيد على بيان أفضل الأفراد أو على بيان أحد أفراد الواجب التخييري فإن لم يمكن ذلك في أنظار أهل العرف من الجمع بل كانا عرفا من المتنافيين فيعمل على