ذلك الكلي للشك في زواله من جهة تردد الموجود السابق بين الزائل قطعا وبين الباقي قطعا وقد يكون أيضا الأفراد المتدرجة في الوجود يعد في نظر العرف وجودا واحدا فيستصحب الماء مثلا لصدق الشك في بقائه عرفا كالماء الجاري الذي يشك في بقاء جريانه فإن الأفراد المتدرجة في الوجود منه ولو كان يزول آنا فآنا ولكنها في نظر العرف وجود واحد يشك في زواله فيمكن أن يقال جريان باستصحاب الماء إذا شك في بقائه.
(الرابع) يمكن استصحاب الليل والنهار والشهر ما لم يعلم بانقضائها كما يدل عليه قوله عليهالسلام صم للرؤية وأفطر للرؤية إما لأن الزمان وإن كان من الأمور الغير القارة ينعدم آنا فآنا إلا أنه ما لم يخلل بينهما فصل يعد عرفا وجودا واحدا فإذا شك في انقضاء هذا الوجود المتدرج يصدق عليه الشك في البقاء فيكون مشمولا لأخبار الاستصحاب ويمكن أن يقال إن الليل والنهار والشهر كون واحد ووجود واحد في نظر العرف وفي الحقيقة لأنها عبارة عن الحركة الوسطية بين المبدإ والمنتهى فإذا شك في بقائها فيكون بالنظر العرفي وبالنظر الدقيق موردا للاستصحاب وبالجملة المعيار في الاستصحاب هو تحقق موضوعه عرفا والشك في البقاء بعد اليقين به فيترتب عليه أحكامه ومن ذلك يعلم أن الفعل الموقت في الأدلة الشرعية إذا شك في بقاء وقته يستصحب وأما الشك فيه بعد الوقت فإنه لا يصدق عليه الشك في البقاء فلا يستصحب بعد الوقت لأن ما قطع غير ما شك فليس هو شكا في البقاء.