بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وبه ثقتي وبعد لما كان نفي الأولويّة الذاتية وإثبات أنّ الممكن الموجود لا بدّ له من مؤثّر موجود وأنّه ما لم يجب لم يوجد من مهمّات المسائل (١) ويتفرّع عليه المطالب العظيمة بل يتعلّق به أصل الاعتقادات رأيت أن أفصّل القول فيه وأفرد له رسالة على حدة لمزيد نفع الطالبين وليكون ذخرا ليوم الدين فأقول مستمدّا من الله التوفيق :
اعلم أنّ الممكن الذي يخرج من تقسيم المفهوم هو ما لا يجب وجوده ولا عدمه نظرا إلى ذاته وهو أعم من أن يكون طرفاه متساويين في الواقع بالنظر إلى ذاته أو يكون أحدهما راجحا. ثمّ إن كان طرفاه متساويين فلا بدّ لوجوده من مرجّح موجود بالضرورة.
وأمّا أنّ ذلك الرجحان يجب أن ينتهي إلى حدّ الوجوب فسنبيّنه إن شاء الله بعد نفي الأولويّة الذاتيّة ، وإن كان أحدهما راجحا في الواقع بالنظر إلى ذاته فلنفرض أنّه الوجود ، فنقول حينئذ :
يتصوّر وجهان :
أحدهما : أن يكون الذات مقتضيا للرجحان.
وثانيهما : أن لا نقول إنّ هناك اقتضاء واستتباعا
، بل إنّ تلك الذات في
__________________
(١) راجع شرح التجريد للقوشجي ص ٤٦ الطبع الحجري.