ح ـ ضعف الرواية بالمأثور وأسبابه
علمنا أن الرواية بالمأثور ، تتناول ما كان تفسيرا للقرآن بالقرآن. وما كان تفسيرا للقرآن بالسنة ، وما كان تفسيرا للقرآن بالموقوف على الصحابة أو التابعين على رأى.
أما تفسير بعض القرآن ببعض ، وتفسير القرآن بالسنة الصحيحة المرفوعة إلى النبى صلىاللهعليهوسلم ، فلا خلاف في وجاهته وقبوله. وأما تفسير القرآن بما يعزى إلى الصحابة والتابعين فإنه يتطرق إليه الضعف من وجوه :
(أولها) ما دسّه أعداء الإسلام مثل زنادقة اليهود والفرس ، فقد أرادوا هدم هذا الدين المتين عن طريق الدسّ والوضع ، حينما أعيتهم الحيل في النيل منه عن طريق الحرب والقوة ، وعن طريق الدليل والحجة.
(ثانيها) ما لفقه أصحاب المذاهب المتطرفة ترويجا لتطرفهم ، كشيعة علىّ المتطرفين الذين نسبوا إليه ما هو منه برىء. وكالمتزلفين الذين حطبوا في حبل العباسيين ، فنسبوا إلى ابن عباس ما لم تصح نسبته إليه ، تملقا لهم واستدرارا لدنياهم.
(ثالثها) اختلاط الصحيح بغير الصحيح ، ونقل كثير من الأقوال المعزوّة إلى الصحابة أو التابعين من غير إسناد ولا تحرّ ، مما أدّى إلى التباس الحق بالباطل.
زد على ذلك أن من يرى رأيا صار يعتمده دون أن يذكر له سندا ، ثم يجيء من بعده فينقله على اعتبار أن له أصلا ، ولا يكلف نفسه البحث عن أصل الرواية ، ولا من يرجع إليه هذا القول.
(رابعها) أن تلك الروايات مليئة بالإسرائيليات ، ومنها كثير من الخرافات التى يقوم الدليل على بطلانها. ومنها ما يتعلق بأمور العقائد التى لا يجوز الأخذ فيها بالظن ولا برواية