كثير ، تصدّى له صيارفة النقد من رجال الرواية ، حتى مازوا ما صحّ مما لم يصح (وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ).
(ثالثهم) أبى بن كعب الأنصارى. كان من أعلام القراء ، ومن كتّاب الوحى ، وممن شهد بدرا. ورد فيه : «وأقرؤهم لكتاب الله عزوجل أبى بن كعب» روى أبو جعفر الرازى عن الربيع بن أنس عن أبى العالية عن أبى بن كعب نسخة كبيرة في التفسير ، أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم منها كثيرا وكذا أخرج الحاكم في مستدركه ، وأحمد في مسنده.
ز ـ المفسرون من التابعين
طبقاتهم ، ونقد المروى عنهم
نستطيع أن نعتبر التابعين طبقات ثلاثا : طبقة أهل مكة ، وطبقة أهل المدينة ، وطبقة أهل العراق.
طبقة أهل مكة
أما طبقة أهل مكة من التابعين ، فقد كانوا أعلم الناس بالتفسير. نقل السيوطى عن ابن تيمية أنه قال : «أعلم الناس بالتفسير أهل مكة لأنهم أصحاب ابن عباس. كمجاهد وعطاء بن أبى رباح ، وعكرمة مولى ابن عباس ، وسعيد بن جبير ، وطاوس».
(أما مجاهد) فقد كان أوثق من روى عن ابن عباس. ولذا يعتمد على تفسيره الشافعى والبخارى وغيرهما من أقطاب العلم وأئمة الدين ، قال النووى : إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به. وقال الفضيل بن ميمون : سمعت مجاهدا يقول : عرضت القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة. وعنه أيضا قال : عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات ، ألف