والتفسير في الاصلاح : علم يبحث فيه عن القرآن الكريم من حيث دلالته على مراد الله تعالى بقدر الطاقة البشرية.
(والمراد بكلمة علم) المعارف التصورية. قال عبد الحكيم على المطول : إن علم التفسير من قبيل التصورات ، لأن المقصود منه تصور معانى ألفاظه ، وذلك من قبيل التعريف ، لكن أكثرها بل كلها من قبيل التعاريف اللفظية. وذهب السيد إلى أن التفسير من قبيل التصديقات ، لأنه يتضمّن حكما على الألفاظ بأنها مفيدة لهذه المعانى التى تذكر بجانبها فى التفسير.
(وخرج بقولنا : يبحث فيه عن أحوال القرآن) العلوم الباحثة عن أحوال غيره.
(وخرج بقولنا : من حيث دلالته على مراد الله تعالى) العلوم التى تبحث عن أحوال القرآن من جهة غير جهة دلالته ، كعلم القراءات فإنه يبحث عن أحوال القرآن من حيث ضبط ألفاظه وكيفية أدائها. ومثل علم الرسم العثمانى فإنه يبحث عن أحوال القرآن الكريم من حيث كيفية كتابة ألفاظه.
وخرج بهذه الحيثية أيضا المعارف التى تبحث عن أحوال القرآن من حيث إنه مخلوق أو غير مخلوق ، فإنها من علم الكلام. وكذلك المعارف الباحثة عن أحوال القرآن من حيث حرمة قراءته على الجنب ونحوها. فإنها من علم الفقه.
(وقولنا بقدر الطاقة البشرية) لبيان أنه لا يقدح في العلم بالتفسير عدم العلم بمعانى المتشابهات ، ولا عدم العلم بمراد الله في الواقع ونفس الأمر.
وعرفوا علم التفسير أيضا بأنه علم يبحث فيه عن أحوال الكتاب العزيز من جهة نزوله وسنده وأدائه وألفاظه ومعانيه المتعلقة بالألفاظ والمتعلقة بالأحكام.
(والمراد بكلمة نزوله) ما يشمل سبب النزول ومكانه وزمانه.
(والمراد بكلمة سنده) ما يشمل كونه متواترا أو آحادا أو شاذا.