قلت : وقد سألت شيخنا إمام الأئمة أبا المعالى رحمهالله تعالى عن هذا الموضع فقال : انحصار الأسانيد في طائفة ، لا يمنع مجىء القرآن عن غيرهم. فلقد كان يتلقاه أهل كل بلد ، يقرؤه منهم الجم الغفير عن مثلهم ، وكذلك دائما. والتواتر حاصل لهم. ولكن الأئمة الذين تصدوا لضبط الحروف وحفظوا شيوخهم منها وجاء السند من جهتهم (١). وهذه الأخبار الواردة في حجة الوداع ونحوها أجلى (٢) ، ولم تزل حجة الوداع منقولة ، فمن (٣) يحصل بهم التواتر عن مثلهم في كل عصر ، فهذه كذلك. وقال : هذا موضع ينبغى التنبه له. انتهى والله أعلم.»
ذلك ما قاله العلامة ابن الجزرى في هذا المقام من كتابه المنجد ، ولعله فصل الخطاب فى هذا الموضوع ، ولذلك آثرنا أن ننقله إليك محاولين حسن عرضه وضبطه والتعليق عليه مختصرا بقدر الإمكان. ولقد كنت أود أن تكون النسخة التى نقلت منها أكثر تحريرا مما رأيت ، ولكن ما الحيلة؟ وهى أول طبعة عن نسخة مخطوطة برواق المغاربة من الأزهر الشريف ، ومن شأن البدايات أن يكون فيها نقص ، ثم تصير إلى الكمال في النهاية إن شاء الله.
__________________
(١) لعل في هذين الموضعين سقطا.
(٢) لعل في هذين الموضعين سقطا.
(٣) لعل صواب هذه الفاء أن تكون عينا أو ميما أو باء.