المبحث الحادى عشر
فى القراءات ، والقرّاء ، والشبهات التى أثيرت في هذا المقام
ا ـ القراءات
القراءات جمع قراءة ، وهى في اللغة مصدر سماعى لقرأ. وفي الاصطلاح مذهب يذهب إليه إمام من أئمة القراء مخالفا به غيره في النطق بالقرآن الكريم ، مع اتفاق الروايات والطرق عنه ، سواء أكانت هذه المخالفة في نطق الحروف أم في نطق هيئاتها. قال السيوطى عند كلامه على تقسيم الإسناد إلى عال ونازل ما نصه : ومما يشبه هذا التقسيم الذى لأهل الحديث ، تقسيم القراء أحوال الإسناد إلى قراءة ورواية وطريق ووجه. فالخلاف إن كان لأحد الأئمة السبعة أو العشرة أو نحوهم ؛ واتفقت عليه الروايات والطرق عنه ، فهو قراءة. وإن كان للراوى عنه ، فرواية. أو لمن بعده فنازلا ، فطريق. أولا على هذه الصفة مما هو راجع إلى تخيير القارئ فيه ، فوجه. ا ه.
وفي منجد المقرئين لابن الجزرى ما نصّه : «القراءات علم بكيفيات أداء كلمات القرآن واختلافها بعزو النّاقلة (١) ... والمقرئ : العالم بها رواها مشافهة ، فلو حفظ التيسير مثلا ليس له أن يقرئ بما فيه إن لم يشافهه من شوفه به مسلسلا ، لأن في القراءات أشياء لا تحكم إلا بالسماع والمشافهة. والقارئ المبتدئ من شرع في الإفراد إلى أن يفرد ثلاثا من القراءات. والمنتهى من نقل من القراءات أكثرها وأشهرها» ا ه.
نشأة علم القراءات
قلنا غير مرة : إن المعوّل عليه في القرآن الكريم إنما هو التلقى والأخذ ، ثقة
__________________
(١) قال في القاموس : «الناقلة : ضد القاطنين».