(٥٢) اصل
المبين نقيض المجمل فهو متضح الدلالة سواء أكان بيّنا بنفسه نحو والله بكل شىء عليم او مبيّنا بواسطة الغير ويسمى ذلك الغير مبينا وينقسم المبين ـ بالكسر ـ كالمجمل الى ما يكون قولا مفردا او مركبا والى ما يكون فعلا على الاصح. فالقول يكون من الله ومن الرسول (ص) وهو كثير كقوله تعالى : (صَفْراءُ فاقِعٌ لَوْنُها ،) فانه بيان لقوله ان الله يامركم ان تذبحوا بقرة وكقوله (ص) فيما سقت السماء ، العشر فانه بيان لمقدار الزكاة المأمور بايتائها والفعل من الرسول كصلاته ، فانه بيان لقوله :
اقيموا الصلاة وكحجه فانه بيان لقوله تعالى : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ.) ويعلم كون الفعل بيانا تارة بالعلم بقصده التبيين به ، واخرى بنصه كقوله : صلوا كما رأيتمونى اصلى وخذوا عنى مناسككم ، وثالثة بالدليل العقلى كما لو ذكر مجملا وقت الحاجة الى العمل ثم فعل فعلا يصلح بيانا له ولم يصدر عنه غيره ، فانه يعلم ان ذلك الفعل هو البيان.