والمعروف أنّ المسيح عليهالسلام أرسل إلى الناس عند ما بلغ ثلاثين سنة ، ورفع إلى السماء بعد ثلاث سنين. (١)
لكن الشباب قبل بلوغ ثلاثين عاما ، وعنده يأتي دور الكهولة حتّى نهاية الأربعين.
قال الجوهري ـ في الصحاح ـ : الكهل من الرجال الذي جاوز الثلاثين ووخطه الشيب. وقال ابن الأثير ـ في النهاية ـ : الكهل من الرجال من زاد على ثلاثين سنة إلى أربعين. فما بين الثلاثين والأربعين هي سنّ الكهولة.
ويبدو من كلام أهل اللغة أنّ الكهولة هي السنّ التي تجتمع فيها القوى ، ويكون المرء في أجمع قواه ما بين سنّ الثلاثين فإلى أربعين.
قال ابن فارس : الكاف والهاء واللام أصل يدلّ على قوّة في الشيء أو اجتماع جبلّة. من ذلك الكاهل : ما بين الكتفين ، سمّي بذلك لقوّته. ويقولون للرجل المجتمع إذا وخطه الشيب : كهل وامرأة كهلة. (٢) قال أبو منصور الثعالبي : يقال للرجل إذا اجتمعت لحيته وبلغ غاية شبابه : مجتمع. (٣)
التبشير بمقدم رسول الإسلام محمّد صلىاللهعليهوآله
(وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ). (٤)
أنكروا وجود هذه البشارة في بشائر المسيح عليهالسلام بحجّة خلوّ الأناجيل عنها!!
لكن البشارة موجودة ، والقوم حرّفوها في التراجم تحريفا.
جاء التبشير بمقدم سيّدنا محمد صلىاللهعليهوآله في وصايا المسيح عليهالسلام للحواريّين والذين اتّبعوه بلفظة تدلّ على وصف المبشّر به بأنّه «كثير المحمدة» المنطبقة مع لفظة «أحمد» وهو أفعل التفضيل من الحمد.
__________________
(١) تفسير آلاء الرحمن للبلاغي ، ج ١ ، ص ٢٨٤.
(٢) معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ج ٥ ، ص ١٤٤.
(٣) فقه اللغة وسرّ العربية للثعالبي ، ص ١١١.
(٤) الصفّ ٦١ : ٦.