محضر التشابه بين تعاليم القرآن وسائر الصحف. فالقصص والحكم في القرآن هي
التي جاءت في كتب اليهود ، وكذا قضايا جاءت في الأناجيل وحتّى في تعاليم زرادشت
والبرهمية في مثل حديث المعراج ونعيم الآخرة والجحيم والصراط والافتتاح بالبسملة
والصلوات الخمس وأمثالها من طقوس عبادية ، وكذا مسألة شهادة كلّ نبيّ بالآتي بعده
، كلّها مأخوذة من كتب سالفة كانت معهودة لدى العرب.
زعموا أنّ
القرآن صورة تلمودية وصلت إلى نبيّ الإسلام عن طريق علماء اليهود وسائر أهل الكتاب
ممّن كانت لهم صلة قريبة بجزيرة العرب ، فكان محمّد صلىاللهعليهوآله يلتقي بهم قبل أن يعلن نبوّته ، ويأخذ منهم الكثير من
اصول الشريعة.
يقول «ول
ديورانت» : وجدير بالذكر أنّ الشريعة الإسلاميّة لها شبه بشريعة اليهود ... ثمّ
جعل يسرد قضايا مشتركة بين القرآن والعهدين ويعدّ منها مسألة التوحيد والنبوّة
والإيمان والإنابة ويوم الحساب والجنّة والنار ، زاعما أنّها من تأثير اليهوديّة
على دين الإسلام. وكذا كلمة التوحيد (لا إله إلّا الله» مأخوذة من كلمة إسرائيلية
: ألا فاسمع يا إسرائيل وحدك. والبسملة مأخوذة أيضا من تلمود. ولفظة «الرحمن»
معرّبة من «رحمانا» العبريّة ... إلى غيرها من تعابير جاءت في الإسلام منحدرة عن
أصل يهودي. الأمر الذي جعل البعض يتصوّر أنّ محمدا كان عارفا بمصادر يهودية وكانت
هي مستقاه في تأليف القرآن ...
شرائع إبراهيمية منحدرة عن أصل واحد
نحن المسلمين
نعتقد في الشرائع الإلهيّة أجمع أنّها منحدرة عن أصل واحد ومنبعثة من منهل عذب
فارد ، تهدف جميعا إلى كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة. والإخلاص في العمل الصالح
والتحلّي بمكارم الأخلاق ، من غير اختلاف في الجذور ولا في الفروع المتصاعدة. (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى
بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما
__________________