اليسع (١) وأيده ، فآمنت به بنو إسرائيل فكانوا يعظمونه ، وحكم الله تعالى فيهم قائم إلى أن فارقهم اليسع.
وروى السري بن يحيى عن عبد العزيز بن أبي رواد ، قال : الخضر وإلياس يصومان شهر رمضان ببيت المقدس ، ويوافيان الموسم في كل عام.
وقيل : إن إلياس موكل بالفيافي ، والخضر موكل بالبحار ، فذلك قوله تعالى : (وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) (١٢٣).
(إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ (١٢٤) أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ (١٢٥) اللهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (١٢٦) فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (١٢٧) إِلاَّ عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ (١٢٨) وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (١٢٩) سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ (١٣٠) إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (١٣١) إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (١٣٢) وَإِنَّ لُوطاً لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٣٣) إِذْ نَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (١٣٤) إِلاَّ عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ (١٣٥) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (١٣٦) وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (١٣٧) وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (١٣٨) وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٣٩) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (١٤٠) فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (١٤١) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (١٤٢) فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (١٤٣))
(إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ أَتَدْعُونَ) (١٢٤) ، أتعبدون ، (بَعْلاً) ، وهو اسم صنم لهم كانوا يعبدونه ، ولذلك سميت مدينتهم بعلبك ، قال مجاهد وعكرمة وقتادة : البعل الرب بلغة أهل اليمن. (وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ) ، فلا تعبدونه.
(اللهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ) (١٢٦) ، قرأ حمزة والكسائي وحفص ويعقوب (اللهَ رَبَّكُمْ وَرَبَ) بنصب الهاء والباءين على البدل ، وقرأ الآخرون برفعهن على الاستئناف.
(فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ) (١٢٧) ، في النار.
(إِلَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ) (١٢٨) ، من قومه فإنهم نجوا من العذاب.
(وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (١٢٩) سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ) (١٣٠) ، قرأ نافع وابن عامر «آل ياسين» بفتح الهمزة مشبعة وكسر اللام مقطوعة لأنها في المصحف مفصولة.
وقرأ الآخرون بكسر الهمزة وسكون اللام موصولة ، فمن قرأ «آل يس» ، مقطوعة قيل أراد آل محمد صلىاللهعليهوسلم ، وهذا القول بعيد لأنه لم يسبق له ذكر ، وقيل : أراد آل ياسين ، والقراءة المعروفة بالوصل.
واختلفوا فيه ، فقد قيل : إلياسين لغة في إلياس مثل إسماعيل وإسماعين وميكال وميكاييل (٢).
وقال الفراء : هو جمع أراد [به] إلياس وأصحابه وأتباعه من المؤمنين ، فيكون بمنزلة الأشعرين والأعجمين بالتخفيف ، وفي حرف عبد الله بن مسعود : سلام على إدراسين يعني إدريس وأتباعه ، لأنه يقرأ : وإن إدريس لمن المرسلين.
(إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (١٣١) إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (١٣٢) وَإِنَّ لُوطاً لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٣٣) إِذْ نَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (١٣٤) إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ (١٣٥) ،) أي الباقين في العذاب.
__________________
(١) في المطبوع «إلياس» والمثبت عن المخطوط.
(٢) في المخطوط «ميكال وميكائيل».