قال الزهري : وذلك لقوله لا يسألوني (١) خطة يعظمون فيها حرمات الله ألا أعطيتهم إياها ، فكتب : هذا ما قاضى (٢) عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو واصطلحا على وضع الحرب عن الناس عشر سنين يأمن فيه الناس ويكف بعضهم عن بعض ، فقال له النبي صلىاللهعليهوسلم : وعلى أن تخلوا بيننا وبين البيت ، فنطوف به ، فقال سهيل : والله لا [نخلي بينكم وبينه في هذا العام لربما](٣) تتحدث العرب إنا أخذنا ضغطة [منكم](٤) ولكن ذلك من (٥) العام المقبل ، فكتب ، فقال سهيل : وعلى أنه لا يأتيك منّا رجل وإن كان على دينك إلّا رددته إلينا ، قال المسلمون : سبحان الله كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلما.
[١٩٧١] وروى أبو إسحاق عن البراء قصة الصلح وفيه قالوا : لو نعلم إنّك رسول الله ما منعناك شيئا ولكن أنت محمد بن عبد الله ، قال : أنا رسول الله وأنا محمد بن عبد الله ، ثم قال لعلي رضي الله عنه : امح رسول الله ، قال علي : لا والله لا أمحوك أبدا ، قال : فأرنيه فأراه إياه ، فمحاه النبي صلىاللهعليهوسلم بيده وفي رواية فأخذ رسول الله صلىاللهعليهوسلم الكتاب وليس يحسن أن يكتب ، فكتب هذا ما قاضى (٦) محمد بن عبد الله ، قال البراء : صالح على ثلاثة أشياء على أن من أتاه من المشركين ردّه إليهم ، ومن أتاهم (٧) من المسلمين لم يرده (٨) ، وعلى أن يدخلها من قابل ، ويقيم بها ثلاثة أيام ، ولا يدخلها إلّا بجلباب السلاح السيف والقوس ونحوه.
[١٩٧٢] وروى ثابت عن أنس : أن قريشا صالحوا النبي صلىاللهعليهوسلم فاشترطوا : إن من جاءنا منكم لم نرده عليكم ، ومن جاءكم منا رددتموه علينا ، فقالوا : يا رسول الله أنكتب هذا؟ قال : «نعم إنه من ذهب منا إليهم فأبعده الله ، ومن جاءنا منهم سيجعل الله له فرجا ، ومخرجا».
رجعنا إلى حديث الزهري قال : فبينما (٩) هم كذلك إذا جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في قيوده قد انفلت وخرج من أسفل مكة ، حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين ، فقال سهيل : هذا يا محمد أول ما أقاضيك عليه أن ترده إليّ ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : إنا لم نقض الكتاب بعد ، قال فو الله إذا لا أصالحك على شيء أبدا ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : فأجزه (١٠) لي ، فقال : فما أنا بمجيزه (١١) لك ، قال : بلى فافعل ، قال : ما أنا بفاعل ، ثم جعل سهل يجره ليرده إلى قريش ، قال أبو جندل : أي معشر المسلمين أرد
__________________
[١٩٧١] ـ صحيح. أخرجه البخاري ٢٦٩٨ و ٢٧٠٠ و ٣١٨٤ ومسلم ١٧٨٣ وأبو داود ١٨٣٢ وأحمد ٤ / ٢٨٩ و ٢٩١ و ٣٠٢ وأبو يعلى ١٧١٣ وابن حبان ٤٨٧٣ والبيهقي ٩ / ٢٢٦ من طرق عن أبي إسحاق به.
[١٩٧٢] ـ صحيح. أخرجه مسلم ١٧٨٤ وأحمد ٣ / ٢٦٨ وأبو يعلى ٣٣٢٣ وابن حبان ٤٨٧٠ والبيهقي ٩ / ٢٢٦ من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت به.
(١) هو تابع لما تقدم برقم : ١٩٧٠.
(١) في المطبوع «يسألون» والمثبت عن «صحيح البخاري» والمخطوط.
(٢) في المطبوع «قضى» والمثبت عن المخطوط و «صحيح البخاري».
(٣) زيادة عن المخطوط (ب)
(٤) زيادة عن المخطوط.
(٥) في المخطوط «في».
(٦) في المطبوع «قضى» والمثبت عن المخطوط.
(٧) تصحف في المخطوط إلى «أتاه» والمثبت عن «صحيح البخاري».
(٨) تصحف في المخطوط إلى «يرده» والمثبت عن «صحيح البخاري».
(٩) في المطبوع «فبينا» والمثبت عن صحيح البخاري» والمخطوط (ب)
(١٠) في المطبوع «فأجره» والمثبت عن «صحيح البخاري» والمخطوط (أ)
(١١) في المطبوع «بمجيره» والمثبت عن «صحيح البخاري».