الإنسان فيثبت الله منه ما كان له فيه ثواب أو عقاب ، ويطرح منه اللغو نحو قولهم هلم واذهب ، وقيل : الاستنساخ من اللوح المحفوظ تنسخ الملائكة كل عام ما يكون [من](١) أعمال بني آدم ، والاستنساخ لا يكون إلّا من أصل ، فينسخ كتاب من كتاب. وقال الضحاك : يستنسخ (٢) أي يثبت. وقال السدي : تكتب. وقال الحسن : تحفظ.
(فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ) (٣٠) ، الظفر الظاهر.
(وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا) ، يقال لهم ، (أَفَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْماً مُجْرِمِينَ) ، متكبرين كافرين.
(وَإِذا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيها) ، قرأ حمزة : «والساعة» نصب عطفا (٣) على الوعد ، وقرأ الآخرون بالرفع على الابتداء (قُلْتُمْ ما نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا) ، أي ما نعلم ذلك إلّا حدسا (٤) وتوهما. (وَما نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ) ، أنها كائنة.
(وَبَدا لَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٣٣) وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْساكُمْ كَما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا وَمَأْواكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ (٣٤) ذلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آياتِ اللهِ هُزُواً وَغَرَّتْكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْها وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (٣٥) فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّماواتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٣٦) وَلَهُ الْكِبْرِياءُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٣٧))
(وَبَدا لَهُمْ) في الآخرة ، (سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا) ، في الدنيا أي جزاؤها (وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ).
(وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْساكُمْ) ، نترككم في النار ، (كَما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا) ، تركتم الإيمان والعمل للقاء هذا اليوم ، (وَمَأْواكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ ذلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آياتِ اللهِ هُزُواً وَغَرَّتْكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا) ، حتى قلتم : لا بعث ولا حساب ، (فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْها) ، قرأ حمزة والكسائي بفتح الياء وضم الراء ، وقرأ الآخرون بضم الياء وفتح الراء ، (وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ) ، لا يطلب منهم أن يرجعوا إلى طاعة الله ، لأنه لا يقبل ذلك اليوم عذرا ولا توبة.
(فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّماواتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٣٦) وَلَهُ الْكِبْرِياءُ) ، العظمة ، (فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
[١٩١١] أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي حدثنا السيد أبو الحسين (٥) محمد بن الحسين
__________________
[١٩١١] ـ صحيح. إسناده ضعيف ، إبراهيم بن طهمان سمع من عطاء بعد الاختلاط ، لكن تابعه غير واحد ، ومنهم سفيان ، وقد سمع من عطاء قبل الاختلاط ، وللحديث طرق أخرى.
ـ وهو في «شرح السنة» ٣٤٨٦ بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه أبو داود ٤٠٩٠ والطيالسي ٢٣٨٧ وابن حبان ٣٢٨ و ٥٦٧١ من طريق حماد بن سلمة.
ـ وأخرجه أبو داود ٤٠٩٠ وابن ماجه ٤١٧٤ من طريق أبي الأحوص.
ـ وأخرجه الطيالسي ٢٣٨٧ وابن أبي شيبة ٩ / ٨٩ من طريق ابن فضيل. ـ
(١) في المطبوع «أعمال من» والمثبت عن المخطوط.
(٢) في المطبوع «تستنسخ» والمثبت عن المخطوط.
(٣) في المطبوع «عطفها» والمثبت عن المخطوط.
(٤) في المخطوط (ب) «حدثا».
(٥) في المطبوع «الحسن» والمثبت عن «شرح السنة» والمخطوط (ب)