المعافى بن زكريا البغدادي ثنا محمد بن جرير الطبري حدثني عصام بن رواد بن
الجراح ثنا أبي أنا سفيان بن سعيد ثنا منصور بن المعتمر عن ربعي بن حراش قال : سمعت حذيفة
بن اليمان يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «أول
الآيات الدخان ،
ونزول عيسى ابن مريم ، ونار تخرج من قعر عدن أبين ، تسوق الناس إلى المحشر تقيل
معهم إذا قالوا» ، قال حذيفة : يا رسول الله وما الدخان؟ فتلا هذه الآية
: (يَوْمَ تَأْتِي
السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ) ،
يملأ ما بين المشرق والمغرب يمكث أربعين يوما وليلة ، أما المؤمن فيصيبه منه كهيئة
الزكام ، وأما الكافر فكمنزلة السكران يخرج من منخريه وأذنيه ودبره».
(أَنَّى لَهُمُ
الذِّكْرى) ، من أين لهم التذكر والاتعاظ؟ يقول : كيف يتذكرون ويتعظون؟ (وَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ) ، ظاهر الصدق يعني محمدا صلىاللهعليهوسلم.
(ثُمَّ تَوَلَّوْا
عَنْهُ) ، أعرضوا عنه ، (وَقالُوا مُعَلَّمٌ) ، أي يعلمه بشر ، (مَجْنُونٌ).
قال الله تعالى
: (إِنَّا كاشِفُوا
الْعَذابِ) ، أي عذاب الجوع ، (قَلِيلاً) ، أي زمانا يسيرا ، قال مقاتل : إلى يوم بدر. (إِنَّكُمْ عائِدُونَ) ، إلى كفركم.
(يَوْمَ نَبْطِشُ
الْبَطْشَةَ الْكُبْرى) ، وهو يوم بدر ، (إِنَّا مُنْتَقِمُونَ) ، وهذا قول ابن مسعود وأكثر العلماء ، وقال الحسن : يوم
القيامة ، وروى عكرمة ذلك عن ابن عباس.
(وَلَقَدْ فَتَنَّا
قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ (١٧) أَنْ أَدُّوا
إِلَيَّ عِبادَ اللهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٨) وَأَنْ لا تَعْلُوا
عَلَى اللهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (١٩) وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي
وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ (٢٠) وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ
(٢١) فَدَعا رَبَّهُ أَنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ (٢٢) فَأَسْرِ بِعِبادِي
لَيْلاً إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (٢٣) وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ
جُنْدٌ مُغْرَقُونَ (٢٤) كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٢٥) وَزُرُوعٍ
وَمَقامٍ كَرِيمٍ (٢٦) وَنَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ (٢٧))
__________________