قال الله تعالى : (فَاسْتَعِذْ بِاللهِ) ، من فتنة الدجال ، (إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).
(لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) ، مع عظمهما ، (أَكْبَرُ) ، أعظم في الصدور ، (مِنْ خَلْقِ النَّاسِ) ، أي من إعادتهم بعد الموت ، (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ) ، يعني الكفار ، (لا يَعْلَمُونَ) ، حيث لا يستدلون بذلك على توحيد خالقها. وقال قوم : أكبر أي أعظم من خلق الدجال ، (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) ، يعني اليهود الذي يخاصمون في أمر الدجال.
[١٨٤٩] وروي عن هشام بن عامر قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر فتنة من الدجال».
[١٨٥٠] أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن أحمد الطاهري أنا جدي عبد الصمد بن عبد الرحمن البزاز أنا محمد بن زكريا العذافري أنا إسحاق بن إبراهيم الدبري (١) ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن قتادة عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد الأنصارية قالت : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم في بيتي فذكر الدجال.
فقال : «إن بين يديه ثلاث سنين [سنة](٢) تمسك السماء فيها صنف (٣) ثلث قطرها والأرض ثلث
__________________
[١٨٤٩] ـ جيد. أخرجه نعيم بن حماد في «الفتن» ص ٣١٦ من حديث هشام بن عامر ، وإسناده ضعيف ، فيه من لم يسم.
ـ وله شاهد من حديث جابر ، أخرجه نعيم ص ٣١٦ وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.
ـ وله شاهد من حديث أبي أمامة ، أخرجه نعيم ص ٣١٥ وفيه عمرو بن عبد الله الحمصي ، وهو مقبول ، وللحديث شواهد.
ـ وكرره من مرسل عبد الرحمن بن جبير وعبد الرحمن بن ميسرة وشريح بن عبيد.
الخلاصة : هو حديث حسن صحيح بمجموع طرقه وشواهده.
[١٨٥٠] ـ إسناده غير قوي ، شهر بن حوشب مختلف فيه. فقد وثقه قوم ، وضعفه آخرون ، وخلاصة القول : لا يحتج بما ينفرد به ، وقد تفرد بصدر هذا الحديث وعجزه.
ـ معمر بن راشد ، قتادة بن دعامة.
ـ وهو في «شرح السنة» ٤١٥٨ بهذا الإسناد.
ـ وهو في «مصنف عبد الرزاق» ٢٠٨٢١ عن معمر بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه أحمد ٦ / ٤٥٥ ـ ٤٥٦ ونعيم بن حماد في «الفتن» ص ٣٢٦ من طريق عبد الرزاق به.
ـ وأخرجه أحمد ٦ / ٤٥٦ من طريق عبد الحميد عن شهر به.
ـ وأخرجه الطبراني ٢٤ / (٤٠٥) و (٤٠٦) من طريقين عن قتادة به.
ـ وأخرجه الطبراني ٢٤ / (٤٣٠) من طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم عن شهر به.
ـ وذكره الهيثمي في «المجمع» ٧ / ٣٤٥ وقال : رواه كله أحمد والطبراني من طرق ، وفيه شهر بن حوشب ، وفيه ضعف وقد وثق.
ـ وقوله «يأتي الأعرابي ....» له شاهد من حديث أبي أمامة ، أخرجه نعيم بن حماد ص ٣٢٦ ـ ٣٢٧ وإسناده حسن في الشواهد لأجل عمرو بن عبد الله الحضرمي.
الخلاصة : صدر الحديث إلى قوله «إلا هلك» وكذا عجزه «فقلت يا رسول الله إنا لنعجن ...» تفرد به شهر ، وهو غير حجة فهو إلى الضعف أقرب ، وأما أثناؤه ، فله شاهد ، وفي الباب أحاديث ، والله أعلم.
(١) في المطبوع «الديري» والمثبت عن المخطوط و «شرح السنة».
(٢) زيادة عن المخطوط و «شرح السنة».
(٣) العبارة في المطبوع «إن بين يديه ثلاث سنين تمسك السماء فيها أول سنة ثلث» والمثبت عن المخطوط ، و «شرح السنة».