وسبعين حجابا من ظلمة ، وسبعين حجابا من نور ، وسبعين حجابا من درّ أبيض ، وسبعين حجابا من ياقوت أحمر ، وسبعين حجابا من ياقوت أصفر ، وسبعين حجابا من زبرجد أخضر ، وسبعين حجابا من ثلج ، وسبعين حجابا من ماء ، وسبعين حجابا من برد ، وما لا يعلمه إلّا الله تعالى. قال : ولكل واحد من حملة العرش ومن حوله أربعة وجوه ، وجه ثور ووجه أسد ووجه نسر ووجه إنسان ، ولكل واحد منهم أربعة أجنحة ، أما جناحان فعلى وجهه مخافة أن لا ينظر إلى العرش فيصعق ، وأما جناحان فيهفو بهما (١) كما يهفو هذا الطائر بجناحيه إذا حركه ليس لهم كلام إلّا التسبيح [والتسليم والتمجيد والتكبير](٢) والتحميد. قوله عزوجل : (يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ) ، يصدقون بأنه واحد لا شريك له.
[١٨٤٦] أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أبو منصور السمعاني ثنا أبو جعفر الرياني ثنا حميد بن زنجويه ثنا عمر بن عبد الله الرقاشي ثنا جعفر بن سليمان ثنا هارون بن رئاب ثنا شهر بن حوشب قال : حملة العرش ثمانية ، فأربعة منهم يقولون : سبحانك اللهم وبحمدك لك الحمد على حلمك بعد علمك ، وأربعة منهم يقولون : سبحانك اللهم وبحمدك لك الحمد على عفوك بعد قدرتك ، قال : وكأنهم ينظرون ذنوب بني آدم.
قوله عزوجل : (وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا) ، يعني يقولون ربنا ، (وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً) ، قيل : نصب على التفسير ، وقيل : على النقل ، أي وسعت رحمتك وعلمك كل شيء ، (فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ) ، دينك. (وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ) ، قال مطرف : أنصح عباد الله للمؤمنين هم الملائكة وأغش الخلق للمؤمنين هم الشياطين.
(رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٨) وَقِهِمُ السَّيِّئاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٩) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنادَوْنَ لَمَقْتُ اللهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ فَتَكْفُرُونَ (١٠) قالُوا رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ (١١) ذلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذا دُعِيَ اللهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (١٢))
(رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ) ، آمن ، (مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) ، قال سعيد بن جبير : يدخل المؤمن الجنة فيقول أين أبي أين أمي أين ولدي أين زوجتي؟ فيقال : إنهم لم يعملوا مثل عملك ، فيقول : إني كنت أعمل لي ولهم ، فيقال : أدخلوهم [الجنة](٣).
(وَقِهِمُ السَّيِّئاتِ) ، العقوبات ، (وَمَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ) ، أي ومن تقه السيئات يعني العقوبات ، وقيل : جزاء السيئات ، (يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
قوله عزوجل : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنادَوْنَ) ، يوم القيامة وهم في النار وقد مقتوا أنفسهم حين
__________________
[١٨٤٦] ـ مقطوع. إسناده إلى شهر حسن ، رجاله ثقات ، وهو مقطوع لأنه قول التابعي ، والظاهر أنه متلقى عن أهل الكتاب.
(١) في المطبوع «بها» والمثبت عن المخطوط.
(٢) زيادة عن المخطوط.
(٣) زيادة عن المخطوط.