قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    مرآة الحقائق [ ج ٢ ]

    مرآة الحقائق

    مرآة الحقائق [ ج ٢ ]

    تحمیل

    مرآة الحقائق [ ج ٢ ]

    95/449
    *

    __________________

    ـ قال أنس رضي الله عنه لما نزلت : «جاء جبريل عليه‌السلام إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في ساعة لم يكن يأتيه فيها ، متغير اللون.

    فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما لي أراك متغير اللون؟

    فقال له : يا محمد جئتك في الساعة التي أمر الله نافخ النار أن ينفخ فيها.

    فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لشفقته على أمته ، ورحمته بهم : صفها لي يا جبريل.

    فأخذ يصف له جهنم وأهلها ، وما فيها من الأغلال ، والأنكال ، وشدة أهوالها ، وحرارة نارها ، ونتن رائحتها».

    بكلام فيه طول لا يسعه هذا وقد أوجزنا من ذلك اللباب ، ثم بين للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم صفة أبوابها وطبقاتها وسكانها حتى انتهى إلى الباب السابع الأعلى منها ، فأمسك عن ذكر سكانه شفقة على قلب نبي الله وحبيبه.

    فقال له النبي : «ألا تخبرني عن سكان الطبقة السابعة؟

    فقال له : يا محمد لا تسألني عن ذلك. فقال له : بلى يا جبريل أخبرني عنه.

    فقال له : يا محمد فيه أهل الكبائر من أمتك الذين ماتوا مصرّين على الذنوب ، ولم يتوبوا منها.

    فلمّا سمع ذلك نبي الله بكى ، ووضع وجهه بالأرض شفقة ، وحزنا على أمته.

    فأخذ جبريل برأسه ، ووضعه في حجره ، فما زال معه حتى سكن وأفاق.

    فقال له : يا جبريل عظمت مصيبتي ، واشتدّ حزني على أمتي ، أيدخل أحد من أمتي النار؟

    قال : نعم أهل الكبائر منهم ، فبكى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وبكى معه جبريل بكاء شفقة ورحمة ، ثم إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم دخل منزله ، واحتجب عن الناس ، فكان لا يخرج إلا للصلاة ، واشتغل بنفسه ولم يكلم أحدا.

    فلما كان في اليوم الثالث ، أقبل أبو بكر الصديق حتى وقف بالباب.

    فقال : السّلام عليكم يا أهل بيت الرحمة ، فهل إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من سبيل؟ فلم يجبه أحد.

    فتنحى وهو يبكي ، فأقبل سلمان فوقف بالباب.

    فقال : السّلام عليكم يا أهل بيت الرحمة ؛ فهل إلى مولاي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من سبيل؟

    فلم يجبه أحد ، فذهب يبكي ، يقع مرة ويقوم أخرى حتى أتى بيت فاطمة رضي الله عنها فوقف بالباب.

    فقال : السّلام عليكم يا أهل بيت المصطفى ، وكان عليّ غائبا.

    فقال سلمان : يا بنت رسول الله إنّ رسول الله قد احتجب عن الناس ، فلم يكلم أحدا.

    فاشتملت فاطمة بثوب لها ، وذهبت حتى وقفت على الباب ، باب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم سلمت ، فقالت : يا رسول الله أنا فاطمة ، ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ساجد يبكي ، ورفع رأسه ، وسلّم من الصلاة.