كما يعلم ذلك : من أنه صلىاللهعليهوسلم كان يرى في الصلاة من خلفه (١) لوقوع المحاذاة
__________________
(١) قلت : كان صلىاللهعليهوسلم يبصر من خلفه كما كان يبصر من أمامه.
وأخرج مالك في الموطأ في العمل في جامع الصلاة وأحمد والشيخان عن أبي هريرة مرفوعا : «أترون» ، وفي رواية قال : «هل ترون قبلتي ها هنا ـ : أي مقابلتي ومواجهتي في جهة القبلة فقط ـ فو الله ما يخفى عليّ خشوعكم ولا ركوعكم ، إنّي لأراكم من وراء ظهري».
وأخرج مسلم واللفظة له النسائي وابن خزيمة في صحيحه عنه أيضا قال : «صلّى بنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوما ثم انصرف فقال : يا فلان ألا تحسن صلاتك ، ألا ينظر المصلي إذا صلى كيف يصلي ، فإنما يصلي لنفسه ، إني والله لأبصر من وراء كما أبصر من بين يدي ، ولفظ ابن خزيمة في آخره : «إنكم ترون أني لا أراكم : أي والله لأرى من خلف ظهري كما أرى من بين يدى».
وأخرج عبد الرزاق في جامعه والحاكم في المستدرك ، وأبو نعيم من حديثه أيضا مرفوعا : «إني لأنظر إلى ما ورائي كما أنظر إلى ما بين يدي».
وأخرج أحمد وعبد الرزاق بسند صحيح من حديثه أيضا : «والذي نفسي بيده إني لأنظر ـ زاد في رواية في الصلاة ـ إلى من ورائي ، كما أنظر إلى من بين يدي فسوا صفوفكم ، وأحسنوا ركوعكم وسجودكم». وفي رواية لأحمد : «إني أنظر ـ أو قال : إني لأنظر ـ ما ورائي كما أنظر ما بين يدي ..» الحديث.
وأخرج أبو نعيم عن أبي سعيد الخدري مرفوعا : «إني أراكم من وراء ظهري».
وأخرج أحمد والشيخان والنسائي عن أنس مرفوعا : «أتمّوا الرّكوع والسّجود ، فو الّذي نفسي بيده إنّي لأراكم من بعد ظهري إذا ما ركعتم وإذا ما سجدتم» هكذا ذكره السيوطي في الجامع عازيا له لمن ذكر.
وقد أخرجه البخاري في مواضع منها في باب الخشوع في الصلاة ولفظه فيه وهو لمسلم أيضا : «أقيموا الركوع والسجود فو الله إني لأراكم من بعدي» ، وربما قال : «من بعد ظهري إذا ركعتم وإذا سجدتم».
ومنها في باب عظة الإمام الناس في إتمام الصلاة ، وذكر القبلة ، ولفظه فيه عن أنس بن مالك قال : صلّى بنا النبي صلىاللهعليهوسلم صلاة ثم رقى المنبر فقال في الصلاة وفي الركوع : «إني لأراكم من ورائي كما أراكم يعني من أمامي».
ومنها في باب إقبال الإمام على الناس عند تسوية الصفوف ولفظه فيه حدّثنا أنس قال : أقيمت الصلاة فأقبل علينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم بوجهه فقال : «أقيموا صفوفكم وتراصوا فإني أراكم من وراء ظهري».
وقد عزى في الجمع هذا اللفظ للبخاري والنسائي ، وابن حبان في صحيحه عن أنس.
ومنها في الترجمة قبل هذه ولفظه فيها : «أقيموا الصفوف فإني أراكم خلف ظهرى».