فأفاد أمرين :
أحدهما
: إن الله صلّى
عليهم أولا ؛ لئلا يقولون : إن الله تعالى صلّى على النبي ولم يصلّ علينا ، فأزال
بتقديم الصلاة عليهم هذا الاضطراب ، فإن أكثر الناس واقفون عند باب العطاء.
ونظيره قوله
تعالى : (لا تَتَّخِذُوا
عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ) [الممتحنة : ١].
حيث لم يكتف
بإخبار كونهم عدوّا لله ؛ بل أخبر بأنهم عدوّهم أيضا ، حتى يقولوا : إنهم إذا لم
يكونوا عدوّا لنا ؛ فلما ضررّ في اتخاذهم أولياء.
فانظر ما أعجب
حال الإنسان في عدم المروءة ؛ حيث لا يراعي جانب الحق تعالى بأن يقول : إن كونهم
عدوّا لله ؛ كاف لنا في عدم اتخاذهم أولياء سواء كانوا عدوّا لنا أو لا ، وذلك من
الجهل بالحقائق ؛ وهو حال أكثر الناس.
والثاني : إن المراد بصلاته تعالى عليهم : هو إخراجهم من ظلمات
الطبع ، والنفس إلى أنوار القلب والروح ؛ لكن نور كل أحد بحسب حاله ؛ كنور الشمس ،
ونور القمر ، وأنوار سائر النجوم ؛ ولذا قالوا : إن صلاة الله تعالى على النبي غير
__________________