كان حازما صابرا وقورا في السرّاء والضرّاء.
وكان ـ رضي الله عنه ـ معتدل القامة ضئيلا هزيلا ، قليل اللّحم ، عليل المزاج غالبا ، حلو العينين غائرهما ، أقنى الانف ، مقوّس الحاجبين ، أسمر اللّون ، مليح الشمائل ، خفيف اللّحية ، قد أثّر فيها أثر المشيب ، خفيف لحم العارضين ، في وجهه أثر الجدري ليس بالقليل ، أبلج الاسنان.
وقد تلمذت عنده ـ رحمهالله تعالى ـ في النجف الاشرف أوان ابتداء تشرفي هناك للتحصيل بمقدار من كتاب «الفصول» لعمّي العلامة في الاصول ، وقليل من علم الهيئة ، ونبذة من علم المعقول.
وقد أفرغ في داره مدى إقامته في إصفهان قبة صغيرة مظلمة لنفسه ، لا يخرج منها ليلا ولا نهارا ، ويشتغل بالفكر والذكر والعبادة هناك سرّا وجهارا.
وكان ولادته في ثاني يوم من محرم الحرام من سنة ١٢٦٦ ، ووفاته ـ قدس الله روحه ـ في أوّل يوم من محرّم سنة ١٣٠٨ في أوائل الظهر ، فكان مدى عمره الشريف اثنين وأربعين سنة غير يوم واحد.
وحدّثني من أثق بقوله من خدامه الحاضر عند جنابه حين وفاته أنه سمعه يقرأ هذا الشعر في آخر آن من أوان حياته :
آنكه دائم هوس سوختن ما مى كرد |
|
كاش مى آمد واز دور تماشا مى كرد |
ولا يخفى على العقلاء مناسبة كلامه في ذلك الحال لمقامه ، والله أعلم بحقيقة الاحوال.
وحدّثني من أثق بقوله وجلالته ، عن بعض الأجلّاء الكرام والثقات العظام قال : «رأيت في ما يرى النائم وأنا في سامرّاء كأنّي قد وصلت إلى خدمة سيّد الانبياء ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ فقلت له صلىاللهعليهوآله بعد كلمات : يا سيّدي ، الشيخ مرتضى الانصاري ناج ؟ فقال صلىاللهعليهوآله : نعم ، هو ناج بشفاعتنا ، فقلت له : يا سيّدي ، الشيخ محمّد باقر الاصفهاني ـ يعني : والدي العلامة ـ ناج ؟ فقال صلىاللهعليهوآله :