«الشيخ محمّد حسين» الاصفهاني مولدا ، والغرويّ مدفنا ـ أعلى الله في حظائر القدس مقامه ، وحشره مع مواليه في يوم القيامة ـ ابن الشيخ العالم الكامل حجّة الاسلام والمسلمين وآية الله على الخلق أجمعين ، غوث المذهب والملّة والمسلمين ، وغياث الدنيا والدين ، الدرّ الزاهر والعلم الباهر والدي العلامة «الشيخ محمّد باقر» ابن الشيخ العالم الكامل معلّم البشر والعقل الحادي عشر ، استاد الكلّ في الكلّ ، التقيّ النقي «الشيخ محمّد تقي» صاحب «هداية المسترشدين على معالم اصول الدين» ـ قدس الله أرواحهما الشريفة ـ.
اولئك آبائي فجئني بمثلهم |
|
إذا جمعتنا يا جرير المجامع |
إذا افتخرت بآباء ذوي حسب |
|
صدقت فيه ولكن بئس ما ولدوا (١) |
وبالجملة كان ـ رحمهالله تعالى ـ عالما كاملا ، فقيها محدثا ، اصوليّا حكيما متبحرا زاهدا ، جامعا ماهرا ، عديم النظير في زمانه في الفقه والاصول والحديث والمعاني ، وفقيد العديل في أوانه في الحكمة والكلام والتفسير والعرفان والرياضي ، لم يبصر بمثله عين الزمان في جميع ما يطلبه إنسان العين من عين الانسان من أجلّاء علماء المعقول والمشروع ، وأزكياء نبلاء الاصول والفروع ، متقدّما بشعلة ذهنه الوقاد ، وفهمه المتوقّد النقاد على كلّ حبر متبحّر استاد ، ومتفنّن مرتاد ؛ عظيم الهيبة ، فخيم الهيئة ، رفيع الهمّة ، سريع الحمّة ، جليل المنزلة وو المقدار ، جزيل الموهبة والايثار ، جامعا للعلوم الدينية ، عارفا بالمعارف اليقينية كاشفا عن الاسرار العرفانية ، واقفا على سرائر الافنانية ، معلّما في مضامير الغرائب من العلوم ، مسلما في فنون الفقه والاصول والتفسير والرسوم ، عادم العديل في إرشاد الخلائق بحسن التفسير ، وفاقد البديل في هداية الخلق إلى الحق والحقائق بلطف التقرير. فسبحان الذي ورثه غير الامامة والعصمة ما أراد ، وجعله حجّة على قاطبة البشر في يوم الميعاد ، ونصبه علما يأتمّ به في كل عصر العلماء الامجاد.
__________________
(١) كان في الاصل بين البيت الاول والثاني جملة : «إذا لم يجيبني مجيب من بعيد أو قريب» وبما أنه لم نجدها فيما لدينا من المظانّ ولم يكن لها وزن شعري ولا معنى محصّل لم نثبتها في المتن.