على الهياكل والتعبد لها. فتذكر القبط أنه كان يوما في هيكل زحل وحذاء صورته ، وكان قد جهد نفسه في التعبد له (١) الى ان تغشّاه نور وتجلّى له زحل وخاطبه فقال له : قد جعلتك ربا وحبوتك بالقدرة وسأرفعك إلي فلا تخل من ذكري (٢). فأخبر الناس سدنة الهيكل بما رأوه من النور وسمعوا من الخطاب ، فأعظم الناس أمره وسموه ربّا بأمر زحل. فجمع الناس وقال لهم : قد (وقفتم على) (٣) ما خصصت به دون الملوك ، وهذه موهبة يلزمني الشكر عليها لواهبها ، ولست اتفرغ (للنظر في أموركم) (٤) وقد جعلت (أمر الملك) (٥) الى ابني أقشامش (٦) وأكون من ورائه الى أن يغيب شخصي عنكم كما وعدت ، وقد أيدته بالناظرين (٧) ، فانظروا كيف تكونون فإنكم منّي بمرآى ومسمع. فرضوا ذلك.
٩٨٨
وجلس اقشامش على سرير الملك وتتوّج بتاج أبيه ، وهو الذي يسميه أهل الأثر كاشم بن معدان بن دارم (٨) بن الريان بن الوليد بن دومع ، وهو سادس الفراعنة. وسمّوا فراعنة بفرعان الأوّل ، فصار اسما (٩) لكل من تجبّر وعلا أمره. واحتجب معدايوس أبوه عن الناس ، وكان أقشامش أوّل من ذلّل الإسرائيلين للقبط وقال للقبط : هم عبيد لكم ، حتى صار (١٠) رجالهم خدما لرجالهم ونساؤهم خدما لنسائهم ، وإن ضرب الإسرائيلي القبطي قتل به. وقيل إنّ منارة الإسكندرية بنيت في زمانه وإنه هو الذي جعل عليها المرآة.
__________________
(١) سقطت من س ـ
(٢) م : أمري ـ
(٣) س : سمعتم ـ
(٤) ر : في النظر إلى أموركم ـ
(٥) م : أمري ، ر : الأمر ـ
(٦) س : أقشانوش ـ
(٧) س ر : بالقاطرين.
(٨) م : داروم ـ
(٩) س : سمة ـ
(١٠) ر : كان.